دون أن يخرجوا إلى العلن، بدأ بعض أعضاء المكتب الجامعي لكرة القدم، وأيضا بعض المقربين من الجامعة، ممن ظلوا يستفيدون من الامتيازات في الأربع سنوات التي قضاها علي الفاسي الفهري على رأس الجامعة، يروجون ودون أن يخرجوا إلى العلن أن تأجيل الجمع العام من شأنه أن يؤثر على السير العام للبطولة «الاحترافية» في الموسم المقبل، وكذا على تنظيم المغرب لكأس العالم للأندية المقرر أن تجرى بمدينتي أكادير ومراكش. مثل هذا الكلام الذي يتردد سنسمعه كثيرا في الأيام والأسابيع المقبلة، لأن مغادرة «جنة» الجامعة أمر ليس سهلا بالنسبة لمن يحرصون على الالتصاق بالكراسي، ومن باتت الجامعة بالنسبة لهم جسرا يعبرون من خلاله لتحقيق الكثير من مصالحهم الشخصية، حتى أن عضوية المكتب الجامعي أصبحت مهنة لبعض من لا مهنة لهم، ولذلك، سنسمع مثل هذه الأشياء في الأسابيع المقبلة كثيرا، ولكننا سنسمعها في صيغة تشويش، دون أن يكون لهؤلاء الجرأة على الحديث بشكل علني، وأن يبدوا وجهة نظرهم في تأجيل الجمع العام وفي إنهاء مهام علي الفاسي الفهري على رأس الجامعة، بكل وضوح، دون لعب على الحبال. المثير أن هذا الكلام يتردد، مع أن الجمع العام الاستثنائي سينعقد في 31 غشت المقبل، والجمع العام العادي الذي سيفرز رئيسا ومكتبا جامعيا جديدا سيلتئم بعد شهر على أقصى تقدير، أي أنه سيعقد في بداية شهر شتنبر المقبل، ولذلك، فالمفروض أن يواصل المكتب الجامعي الحالي عمله المعتاد، وأن يشرف على انطلاقة البطولة، وعلى ترتيبات كاس العالم للأندية مع الوزارة الوصية، دون التلويح بتأثير رحيل الفهري ومكتبه الجامعي على السير العام للشأن الكروي في المغرب. لقد رحل في وقت سابق الجنرال حسني بنسليمان، وفريق عمله بعد 15 سنة قضاها في الجامعة، ولم يقل أحد إن ذلك سيؤثر على منافسات البطولة، أو على مشاركة المغرب في العديد من المنافسات أو تنظيمه للأحداث الرياضية. مثل هذا الكلام يتردد لأن فراق الجامعة بالنسبة لأعضاء المكتب الجامعي والمستفيدين من الصفقات صعب، ولأن هناك كثيرون «في كرشهم العجينة»، ولذلك المأمول أن تنهي جامعة الكرة كل هذا العبث، وتتحول إلى مؤسسة حقيقة بماتحمل الكلمة من معنى، فالحديث عن أن رحيل الفهري ومكتبه الجامعي قد يؤثر سلبا على الأحداث الكروية، هو سبة للجامعة، ودليل على أنها ليست مؤسسة، بقدر ما أنها ضيعة لأشخاص بعينهم.