عاشت مدينة الدارالبيضاء ليلة استثنائية، الجمعة- السبت، بعد أن تزامن دخول الملك محمد السادس إلى المدينة مع أحداث شغب اندلعت مباشرة بعد نهاية المباراة التي جمعت بين فريق الرجاء البيضاوي وضيفه نيس الفرنسي، والتي أقيمت بينهما الجمعة واحتضنها ملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء. وتطورت أحداث الشغب لتودي بحياة شاب لم يتجاوز عقده الثاني أصابه حجر طائش لم يعرف مصدره، إذ نقل على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن رشد غير أنه غادر الحياة قبل تلقي الإسعافات الأولية، ما خلف حالة من الاحتقان لدى عائلته التي انتقلت إلى ولاية أمن أنفا قصد الاحتجاج لاعتقال من كان وراء وفاته. واعتقلت عناصر الأمن التابعة لأمن أنفا 25 شخصا متهمين بإلحاق خسائر مادية بملك الغير وإحداث الفوضى وحيازة أسلحة بيضاء من بينها سيوف، إذ جرى وضع الجميع رهن الحراسة النظرية في انتظار إحالتهم اليوم على محكمة القطب الجنحي بالدارالبيضاء. وقالت مصادر متطابقة إنه إضافة إلى الضحية المتوفى، تعرض 6 آخرون قرب حي «بولو» لجروح خطيرة تطلبت نقلهم على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات، في حين تعرض آخرون لاعتداءات مباشرة بواسطة السيوف وسلب أغراضهم الشخصية. وعمد العشرات من مثيري الشغب إلى امتطاء دراجات نارية صينية وإلحاق خسائر بواجهات زجاجية، في حين كانت بحوزة آخرين سيوف من الحجم الكبير كانوا يستعملونها جماعة لسلب كل من وجدوه في طريقهم ماله وهاتفه المحمول. ووجدت عناصر الأمن بالبيضاء نفسها في ورطة بعد أن انقسمت إلى مجموعتين، إحداهما أمنت دخول الملك إلى مدينة الدارالبيضاء عبر الطريق السيار في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا، وأخرى انتقلت إلى ملعب محمد الخامس لتأمين محيطه والشوارع الرئيسية المتاخمة له. وطالبت المديرية العامة للأمن الوطني والي أمن البيضاء بتقرير مفصل عن أجواء تأمين الزيارة الملكية وأحداث الشغب التي شهدتها مباراة الرجاء البيضاوي ونيس الفرنسي. واستنفرت زيارة الملك محمد السادس الأجهزة الأمنية وعناصر الاستعلامات العامة، التي تكلفت بمنع أكثر من وقفة احتجاجية مخافة غضبة قد تطيح ببعض المسؤولين على غرار بعض الزيارات السابقة.