كشفت قناة «زد. دي. إف» الألمانية أن من اشتهر بلقب «طبيب الموت» أو «جزار الموت»، الذي كان الساعد الأيمن للقوت النازية الألمانية تحت سيطرة أدولف هيتلر، قد توفى سنة 1992 بالقاهرة عن سن تناهز 78 سنة. واكتشفت القناة الألمانية، من خلال تحقيق مشترك مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن الطبيب اريبرت هايم، الذي كان البعض، حتى وقت قريب، يظن أنه لا يزال حيا، قد توفي في القاهرة سنة 1992 بعد أن اعتنق الإسلام، وكان لقب ب»طبيب الموت» لضلوعه في مقتل مئات السجناء في معسكر اعتقال «موتهاوزن» في النمسا عبر حقنهم بالسموم في القلب. وكان «طبيب الموت» النازي قد هرب من شرطة ألمانياالغربية عام 1962 واختفى عن الأنظار بينما كان يجري الإعداد لمقاضاته، هو الذي كانت تروى عنه حكايات فظيعة أشهرها أنه كان يستأصل أعضاء بشرية لضحاياه من غير مخدر، وأنه استأصل مرة رأس شخص واحتفظ بها بعد أن أصبحت جمجمة. وحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن تحقيق قناة «زد. دي. إف» الألمانية، فإن «طبيب الموت» تنقل خلال فترة هروبه الطويلة بين عدد من الدول، وأنه عاش بالمغرب لفترة من الزمن ، على حد قول ابنه، وأن شقيقته كانت تقوم بتحويلات مالية لصالحه باسم مستعار من عائدات عقارية مؤجرة باسمه في العاصمة برلين، وأنه كان حريصا على تقمص شخصية أخرى وسط من عرفوه سواء في المغرب أوفي القاهرة . ومما أوردته وكالة «رويترز» للأنباء أن أصدقاء هايم وزملاءه في مصر لم يكونوا يعلمون بماضيه ، وقالوا إنه قد طلب التبرع بجسده للأبحاث الطبية بعد موته، وأنه توفي متأثرا بمرض سرطان المستقيم يوم 10 غشت من سنة 1992 عندما بلغ عمره 78 سنة، ودفن بمقابر الفقراء بالقاهرة القديمة. ومن جانبها، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» في موقعها على شبكة الأنترنيت أن الطبيب النازي حرص على الذهاب بانتظام إلى جامع الأزهر بالقاهرة، كما اهتم بشراء «الكيك بالشوكولاتة» وإهدائه إلى أصدقائه وتوزيع الحلوى على الأطفال مع حرصه على عدم التقاط صور له على الرغم من هوايته للتقاط الصور الفوتوغرافية. هذا، وأشارت معلومات القناة الثانية في التلفزيون الألماني إلى أن الدكتور هايم اعتنق الإسلام في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي ليشطب سجله الغربي، وأصبح اسمه منذ ذلك الوقت «طارق فريد حسين» إمعانا منه في التخفي.