بعد الكثير من الجدل، والشد والجدب وضع فريق الدفاع الجديدي لكرة القدم نقطة نهاية لملف المدرب الجديد بتعاقده مع الجزائري عبد الحق بن شيخة، الذي سيخلف جواد الميلاني في مهمة قيادة الفريق، بعد أن تعاقد معه الفريق الدكالي بموجب عقد يمتد لموسم واحد قابل للتجديد. طيلة الأسبوع الماضي، ظلت التكهنات تشير إلى مجموعة من الأسماء التي يمكن أن تتولى دفة قيادة هذا الفريق، في وقت اختار فيه بعض «سماسرة» الإعلام أن يدخلوا بدورهم على الخط ويدفعوا بالاختيار نحو هذا الإسم أو ذاك، قبل أن يقطع مسؤولو الفريق الشك باليقين ويقرروا اختيار المدرب بن شيخة لتولي مهمة قيادة فريق يتوفر على كل إمكانيات التألق ماديا وبشريا، لكن نتائجه مازالت لم تكن بعد عند أفق انتظار محبيه، وجمهوره العاشق له. بن شيخة، الذي ارتبط اسمه بفريق النادي الإفريقي التونسي، إذ نجح في قيادته لتحقيق نتائج إيجابية، كما ارتبط اسمه ببلاطوهات التحليل في «الجزيرة الرياضية»، وبالمنتخب الجزائري الذي قاده لفترة قصيرة، قبل أن يجد نفسه مضطرا لترك منصبه بعد الهزيمة بمراكش أمام المنتخب الوطني برباعية في تصفيات كأس إفريقيا 2012 التي جرت بالغابون وغينيا الاستوائية، لن تكون مهمته في قيادة الدفاع الجديدي سهلة، خصوصا وأن الفريق عاش مرحلة من عدم الاضطراب، ويحتاج إلى الكثير من الهدوء في المرحلة المقبلة ليكون بمقدوره التألق ومنافسة بقية فرق البطولة، خصوصا التي بدأت استعداداتها مبكرا. لكي ينجح بنشيخة في مهامه، وهو الذي يجيد التواصل والمعروف بقربه من اللاعبين، لا شك أنه في حاجة إلى معرفة جيدة بمحيط الفريق، وبما يعتمل فيه، ولاشك أن تجربة مواطنه رابح سعدان الذي سبق له أن قاد هذا الفريق يمكن أن تلهمه ليمضي في طريق النجاح. التعاقد مع بن شيخة الذي يسعى بدوره لإعادة إثبات ذاته، لا يعني أن فريق الدفاع الجديدي بخير، فالحاجة ملحة لاستدراك ما ضاع من تحضيرات، وأيضا لوضع النقاط على الحروف، ولينتدب المدرب اللاعبين الذين يمكن أن يقدموا الإضافة إلى الفريق، أما ما يحتاجه بن شيخة أكثر، وهو الذي يعرف أن محيط الكرة في المغرب والجزائر يكاد يكون متشابها بسلبياته وإيجابياته، فهو أن تتوقف حروب المسيرين، وأن يضع الجميع اليد في اليد لخدمة هذا الفريق دون أية حسابات شخصية أو سياسية أو مصلحية. بالتوفيق لبنشيخة في مهامه مع الدفاع الجديدي، والأمل أن يسير على نهج العديد من المدربين الجزائريين الذين تألقوا في المغرب، وتركوا ذكريات طيبة، حتى أن هناك من كان يعتقد أنهم مغاربة وليسوا جزائريين، كما هو الحال مع محيي لدين خالف أو رابح سعدان..