في رد مغربي قوي على التصريحات الصادرة عن مصادر جزائرية رسمية رهنت فيها تطبيع العلاقات الثنائية و إعادة فتح الحدود البرية بين البلدين بالاستجابة لثلاثة شروط، نددت وزارة الخارجية والتعاون بروح ومنطوق هذه التصريحات، معبرة عن أسفها الشديد إزاء هذه المواقف المتجاوزة في منهجيتها وغير المبررة في محتواها. واعتبرت الوزارة، في بلاغ لها، أن «مجرد وضع شروط أحادية الجانب لتطبيع العلاقات الثنائية يعد ممارسة ماضوية، وتعكس ثقافة سياسية تعود لحقبة عفا عنها الزمن، في تناقض تام مع متطلبات وآفاق القرن ال21». وأشار البلاغ إلى أن «الشرطين» الأولين اللذين وضعتهما الجزائر، واللذين يتحدثان عما أسمته «حملة تشهير تقوم بها الدوائر الرسمية وغير الرسمية المغربية ضد الجزائر»، و«التعاون الفعلي للمغرب من أجل إيقاف تدفق التهريب، وخاصة المخدرات» غير مقبولين تماما، مضيفا أن «الشرط» الثالث، الذي يؤكد أن «الجزائر تضع قضية الصحراء في صلب العلاقات الثنائية» يعد «الأكثر خطورة». وتأسفت وزارة الخارجية المغربية لكون «الجزائر نقضت، من جانب واحد، اتفاقية أبرمت على أعلى مستوى، وتم التأكيد عليها غير ما مرة، وهي فصل التعاطي مع ملف الصحراء المغربية عن تطور العلاقات الثنائية»، مضيفة أنه منذ القرار المشترك بتنظيم لقاءات وزارية بغاية التطبيع الثنائي، «احترم المغرب بشكل كامل، المقاربة التي تم وضعها، والتي تحمي المسلسل الثنائي وتترك، بالموازاة مع ذلك وبشكل منفصل، البلدين يدافعان عن وجهتي نظرهما حول قضية الصحراء المغربية». وخلص بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون إلى أنه «لا أحد يملك الحق في رهن مصير ساكنة، كما لا يوجد هناك أي مبرر لمعاكسة تطلعات الشعبين الشقيقين، ولاسيما حقهما المعترف به في حرية التنقل». وفي تصريح ل»المساء»، قال محمد بن حمو، مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، إن التصعيد الجزائري الحالي تجاه المغرب هو محاولة لصرف النظر عن حقيقة الصراعات الداخلية والحرب الدائرة بين أصحاب القرار، خاصة جنرالات الجيش، من أجل إيجاد خليفة للرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة. وأضاف بن حمو أن «الجزائر عودتنا دائما على أنه حينما تشتد الصراعات الداخلية تحاول دائما توجيهها نحو المغرب»، مشيرا إلى أن «الموقف الجزائري الحالي لا يمكن اعتباره تصعيدا في المواقف بقدر ما هو تأكيد على الخط التعجيزي والمضلل الذي تتعامل به الجزائر مع المغرب». من جهته، وصف مدير مرصد الدراسات الجيو سياسية بباريس، شارل سان برو، الشروط التي وضعتها الجزائر لإعادة فتح الحدود مع المغرب ب»الابتزاز» . وقال سان برو، في تصريح لإذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية (ميدي 1)، إن «الجزائر تحاول رمي الكرة في ملعب المغرب من خلال وضع شروط يمكن اعتبارها ابتزازا لإعادة فتح الحدود» . واعتبر أن «هذا الابتزاز يدل على أن الجزائر لا ترغب في تحسين العلاقات مع المغرب».