أضرم مجهولون، يوم الأربعاء الماضي، النارَ في مسجد يُعتبر «معلمة تاريخية» في أيت أبخاير، جماعة أفلايسن -قيادة دمسيرة، في نواحي إمنتانوت. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادرَ من عين المكان فإنّ مجهولين أحرقوا، في غفلة من سكان المنطقة، مسجدا معروفا باسم «تمزكيدة إفرْضْ»، العتيق، والذي يعود بناؤه إلى أزيدَ من خمسة قرون، قبل أن يفروا هاربين إلى وجهة مجهولة. وقد أثار هذا الحادث غضبَ وسخط سكان المنطقة، على اعتبار أنّ المسجد يعتبر مصدرَ فخر واعتزاز بالنسبة إلى سكان هذه المنطقة القروية، بالنظر إلى تاريخ بنائه، ولأنه كان مدرسة عتيقة لتعليم القرآن الكريم والحديث النبويّ الشريف، إضافة إلى كونه معلمة معمارية تجذب السياح الذين يزورون المنطقة من حين إلى آخر. وقد استغلّ الأشخاص المجهولون الفترة الليلية من أجل اقتراف هذا العمل الشنيع، وفق ما قال أحد أبناء المنطقة في اتصال مع «المساء». وقد تم إتلاف المسجد بالكامل، بعد أن طالت النيران الأعمدة الخشبية القديمة، التي كانت تعطي للمكان قيمته التاريخية. وأوضحت جمعية «إزموزال» للتنمية القروية في دوار «أنمرة»، جماعة أفلايسن، قيادة دمسيرة، التابعة لمدينة إمينتانوت، أنّ «أيدي الغدر والفساد امتدّت إلى مسجد قديم عمّر لأزيدَ من خمسة قرون»، كان يُستغَلّ إلى عهد قريب في تدريس القرآن، وتخرَّج منه المئات من حمَلة القرآن والعلوم الشرعية. وأكدت الجمعية، في شكاية وجّهتها إلى الوكيل العامّ للملك لدى محكمة الاستئناف في مراكش، حصلت «المساء» على نسخة منها، أنّ «المسجد يُعتبر مَعلمة تاريخية وذاكرة للمنطقة وساكنتها»، قبل أن تضيف: «غير أن السكان فوجئوا بمجهولين وقد أضرموا النار في هذا المسجد». وذهبت الشكاية إلى احتمال أن تكون عملية الإحراق «وسيلة لذرّ الرماد في العيون من أجل إخفاء جريمة تتمثل في سرقة الأبواب الخشبية الثمينة لهذه المَعلمة».. قبل أن تطالب الوكيلَ العامّ للملك بإصدار تعليماته من أجل إجراء بحث دقيق للوقوف على ملابسات وحقيقة هذا الاعتداء على مَعلمة دينية وتاريخية وإضرام النار فيها، وتقديم المتورّطين أمام القضاء وتطبيق القانون عليهم.