إلقاء القبض على إنجليزي، مبحوث عنه من طرف الأنتربول، في تطوان وهو يهم باختطاف طفلة بغاية اغتصابها، وتوقيف سويسري في إسبانيا قادما من المغرب اكتشف، بعد تنقيطه، أنه مبحوث عنه هو الآخر من طرف الشرطة الدولية، يطرحان أكثر من علامة استفهام حول الطريقة التي «تسرب» بها هؤلاء من نقط العبور، وبالأخص المطارات، ولم يجر القبض عليهم بالرغم من وجود مذكرات بحث دولية صادرة في حقهم. وإذا ما قربنا، مع الفارق طبعا، بين هذين الأجنبيين المحتالين المبحوث عنهما، والمتابعين في قضايا داخل بلدانهم، وبين ما وقع للمسكين العداء المغربي خالد السكاح، الذي بمجرد وصوله إلى الأراضي الفرنسية جرى اعتقاله بسبب مذكرة بحث دولية عممتها في حقه زوجته السابقة بسبب خلافات حول حضانة الأبناء، يتضح الفرق؛ مما يعني، جملة وتفصيلا، أن «الله حاضي وصافي»، وأن نقط العبور الوطنية ما تزال تحتاج إلى مزيد من العمل ومن اليقظة الأمنية، حتى لا تتكرر مثل هذه الثقوب الأمنية التي ينفذ منها مجرمون ومطلوبون للعدالة، يجدون المجال رحبا وفسيحا أمامهم للتحرك بكل حرية والنصب على المواطنين في الداخل، وربما ارتكاب جرائم اغتصاب وقتل، كما حدث مع الإنجليزي الذي كان على وشك إتمام عملية الاختطاف لولا يقظة العابرين وصراخ الطفلة ذات الست سنوات. فهناك، اليوم، العشرات من الأجانب الموجودين فوق التراب الوطني والذين يضبطون بين الفينة والأخرى متلبسين في قضايا أخلاقية، تكشف التحريات المعمقة معهم عن وجود سوابق في سجلاتهم، ووجدوا في الفراغات الأمنية ظلا وارفا للإفلات من المتابعات القضائية إلى أن ينكشف أمرهم وقد لا ينكشف، ليفروا بجلودهم من إدانات محققة.