برأ الاستقلالي كريم غلاب، رئيس مجلس النواب، نفسه من تهمة «التورط» في معركة «حرب المؤسسات الدستورية»، التي يحاول حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، جر عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، إليها ل «شرعنة» طلب التحكيم الملكي طبقا للفصل 42 من دستور المملكة. وكشفت مصادر برلمانية أن غلاب، خلال لقاء مكاشفة جمعه بمبعوثي الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، عصر أول أمس الاثنين، إلى دفع التهمة عنه على خلفية هجومه العلني على بنكيران خلال المناظرة الوطنية للحق في الحصول على المعلومة المنظمة يوم الخميس الفائت، بتأكيده أن تصريحاته لا علاقة لها بالأزمة السياسية بين الحزبين، وأنه مجرد «تدخل شخصي» لا يمكن تحميله أكثر من ذلك. وكان لافتا، خلال اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب بكل من محمد يتيم وعبد اللطيف بروحو، ممثلي الفريق الإسلامي بمكتب الغرفة الأولى، تأكيده أنه مستعد لتقديم كافة التوضيحات بشأن ما وقع خلال المناظرة الوطنية، فيما كشفت مصادر «المساء» أن غلاب وعد، خلال اللقاء الذي امتد لنحو 40 دقيقة، بتقديم التوضيحات اللازمة خلال اجتماع مكتب المجلس، بحضور ممثلي الفرق النيابية. وحسب مصادر من الفريق النيابي للعدالة والتنمية، فإن استباق انعقاد مكتب المجلس بتكليف يتيم وبروحو بمجالسة غلاب، كان يروم قطع الطريق على المعارضة التي كانت تطمح لاستثمار ما حدث أولا، وتطويق تداعيات «ثورة» غلاب في وجه بنكيران ثانيا. ووفق المصادر ذاتها، فإنه في مقابل التحركات التي باشرها الإسلاميون في اتجاه رئيس مجلس النواب، عقد عبد الله بوانو لقاءات مع عدد من القياديين الاستقلاليين لتطويق الأزمة. وفي الوقت الذي ينتظر أن يكون فيه اجتماع مكتب مجلس النواب المنعقد صباح أمس قد طوى «ماضي الخلافات» بين حزب بنكيران ورئيس مجلس النواب، علمت «المساء» من مصادر برلمانية أن غلاب تلقى خلال الأيام الماضية التهاني من عدد من رؤساء الفرق البرلمانية، لاسيما المصطفة في المعارضة، على ما اعتبروه موقفا شجاعا منه في مواجهة رئيس الحكومة. واستنادا إلى مصادرنا، فإن عددا من ممثلي المعارضة في مكتب المجلس أكدوا عزمهم على التعبير عن تأييدهم لغلاب في صراعه مع بنكيران. من جهة أخرى، كشف مصدر استقلالي أن الفريق النيابي للحزب كان قد وضع خلال اجتماعه الأسبوعي صباح أول أمس الاثنين، مجموعة من السيناريوهات لمواجهة أي تحرك لحزب العدالة والتنمية للاحتجاج على غلاب خلال جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية، مشيرا في حديثه للجريدة إلى أن من بين تلك السيناريوهات الانسحاب من جلسة الأسئلة الشفوية والرد بقوة على الفريق الإسلامي. وسادت أجواء من الترقب انطلاق الجلسة الأسبوعية، حيث خيمت توقعات بوقوع اصطدام بين فريقي «الميزان» و«المصباح»، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع بعد أن جنح الفريق الإسلامي إلى السلم واتبع سبيل «ادفع بالتي هي أحسن» من خلال فتح قنوات الحوار مع غلاب وقياديين استقلاليين.