نقل أحد المعتقلين بسجن «أوطيطة» الفلاحي، بحر الأسبوع المنصرم، إلى قسم المستعجلات التابع للمستشفى الإقليمي بسيدي قاسم، بعد إقدامه على محاولة انتحار عن طريق ابتلاعه أجزاء من أسلاك حديدية لفترة فاقت ثلاثة أشهر. وكشف مصدر موثوق أن السجين وجد في حالة صحية صعبة، مما أجبر مسؤولي المؤسسة السجنية على نقله إلى المركز الاستشفائي الإقليمي قصد تلقي العلاجات الضرورية، إلا أن خطورة إصابته فرضت على الطاقم الطبي إجراء عملية مستعجلة للسجين، نظرا للأضرار الكبيرة والجروح التي خلفتها الأسلاك الحديدية بمعدته وأحشائه. وقال المصدر إن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء محاولة الانتحار تبقى مجهولة، حيث ساد تكتم شديد على هذا الحادث، ولم تتسرب أي معلومات حوله، لكن المصدر نفسه أكد ل«المساء» أن السجين حاول وضع حد لحياته احتجاجا على المضايقات التي يتعرض لها داخل السجن وعدم الاستجابة لمطالبه البسيطة. وطالب المنتدى المغربي للديمقراطية وحقوق الإنسان الجهات المسؤولة بفتح تحقيق عاجل حول وضعية سجين بالسجن الفلاحي «أوطيطة» ظل يبتلع أسلاكا حديدية لمدة فاقت ثلاثة أشهر في محاولة منه لقتل نفسه، وكشف ظروف وأسباب ذلك، مع ترتيب الإجراءات القانونية والإدارية المطلوبة. ودعت المنظمة الحقوقية، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، إلى الإسراع بإخراج الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب ومراقبة أماكن الاحتجاز، وفق البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وحذف اللجن الإقليمية التي جاءت وفق المادة 620 من المسطرة الجنائية، حيث يظل دور هاته الآلية، التي يرأس اجتماعاتها العامل، سلبيا وفاقدا للاستقلالية والفعالية، ولا يخدم، حسبها، حقوق الإنسان بالمؤسسة السجنية، مشددة على ضرورة التعاطي الجاد مع آليات منظومة الأممالمتحدة، ومختلف التقارير الصادرة عن جمعيات المجتمع المدني، وتدعيم آليات التواصل والثقة مع هذه المنظمات، وتقوية توجه الانفتاح على الآليات الأممية، تؤكد المنظمة في بيانها.