فتح القضاء الأمريكي تحقيقا حول الرئيس السابق لمكتب وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA في الجزائر إثر ورود مزاعم بإقدامه على اغتصاب سيدتين جزائريتين بعد تخديرهما. وحسب قناة «سي إن إن» CNN الأمريكية التي أوردت الخبر، فقد قالت السيدتان الجزائريتان للمحققين إنهما تعتقدان أنه تم استخدام المخدرات أثناء الاعتداء الذي وقع عليهما في المقر الرسمي لإقامة المسؤول المعني. وذكرت أن الضابط، الذي يبلغ 41 سنة من العمر، استدعي للعودة إلى الولاياتالمتحدة مباشرة بعدما اتهام السيدتين له باغتصابهما في شتنبر الماضي. من جهته، أصدر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، روبرت وود، بيانا مقتضبا ردا على استفسار من CNN، جاء فيه: «الشخص المعني بالتحقيق عاد إلى واشنطن والحكومة الأمريكية تنظر في القضية». وأوضحت محطة «أي بي سي نيوز» أن الضحية الأولى قالت إنها التقت بالموظف، الذي تقول وثائق التحقيق إنه يدعى أندرو وارن، في السفارة الأمريكية وأنه اصطحبها إلى منزله وهناك اغتصبها. وقالت الضحية الثانية إنها تناولت مخدرات بدون علمها ثم تعرضت للاغتصاب في منزل الموظف في فبراير الماضي. وأشارت «إيه بي سي» إلى أن الضابط المتهم لعب دورا مهما في العمل مع المخابرات الجزائرية في مكافحة نشاط جناح تنظيم القاعدة المسؤولة عن موجة من التفجيرات في الجزائر. وأشارت القناة إلى أن أي شكوى لم ترفع بعد، ولكن «ستدرس محكمة إمكانية توجيه اتهام إليه بارتكابه اعتداء جنسيا اعتبارا من الشهر المقبل». وحسب ما صرح به مصدر مقرب من التحقيق لقناة «سي إن إن» الإخبارية رفض الكشف عن اسمه، فقد تم تفتيش شقة المسؤول الاستخباراتي في الجزائر بموافقة وزارة العدل، وعثر فيها على عقاقير مخدرة يعتقد أنها استخدمت في عملية الاغتصاب. وخلال التفتيش أيضا، عثر المحققون على 12 شريطا تظهر المسؤول وهو يمارس الجنس، بمن في ذلك السيدتان اللتان يعتقد أنهما كانتا شبه مخدرتين، حسب المصدر الذي لم يشاهد الأشرطة، وإنما قيل له عن فحواها. وشملت التحقيقات أيضاً ما كان يفعله مسؤول الCIA في القاهرة وأماكن أخرى عمل فيها أثناء خدمته. وقال مايك مانسفيلد، المتحدث باسم وكالة المخابرات المركزية، في تصريح لوسائل الإعلام الأمريكية: «يمكنني أن أؤكد لكم أن الوكالة ستأخذ الأمر محمل الجد وستتابع أي اتهامات بتصرفات غير لائقة». وقال المسؤول في مجلس العلاقات الخارجية الخاصة بقضايا المرأة في الشرق الأوسط، إيزوبيل كولمان: «إن هذا الأمر يشكل قنبلة موقوتة إذا لم تعرف الحكومة الأمريكية كيفية التعامل معه»، مضيفا أنه ليس من «النوع السهل الذي يمكن تخبئته تحت البساط».