وجه أطباء بقسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي في الجديدة شكاية إلى المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، يشتكون فيها مما أسموه «الحيف والميز العنصري»، داخل المستشفى، و قال الأطباء في رسالتهم، التي توصلت «المساء» بنسخة منها، إن هناك فئة محظوظة من الأطباء لا تسأل عما تفعل، يأتون وقتما يشاؤون ويخرجون وقتما يشاؤون، مقابل فئة مغضوب عليها تعاني الأمرين، خاصة بقسم المستعجلات الذي لا يتوفر على أدنى مقومات الحياة. وأكد الأطباء في رسالتهم أن القسم لا يتوفر على مرحاض ولا على سرير للإقامة، وأن القاعة المخصصة للأطباء بها أوساخ وصراصير ونمل وفراش متسخ ممزق لا يناسب آدمية الإنسان، بحسب تعبير الشكاية. وقال الأطباء المحتجون إنه لا يسمح لهم حتى بمغادرة المصلحة لتناول وجباتهم الغذائية، وأنهم يجدون أنفسهم مرغمين على تناول وجبات «رديئة» تعطى لطبيب الحراسة، إضافة إلى تناولهم (نصف لتر من الحليب وياغورت وجبن وخبز) في وجبة العشاء ثلاث مرات في الأسبوع، وأكد الأطباء المحتجون أنه في ظل غياب طبيب واحد في إطار الرخص الإدارية السنوية، يبقى أربعة أطباء فقط يشرفون على تدبير الاكتظاظ الكبير بقسم المستعجلات بسبب توافد المواطنين من الجديدة نواحيها وسيدي بنور ونواحيها والزمامرة ونواحيها... في ظروف أمنية أكدوا أنها خطيرة ومزرية. وأكد الأطباء المشتكون أنهم لا يستطيعون الإدلاء برخص مرضية، والتي باتت لا تؤخذ بعين الاعتبار أسوة بالفئة التي وصفوها ب«المحظوظة» دون تحديدها، كما انتفض الأطباء المشتكون في وجه عدد من زملائهم بأقسام أخرى في المستشفى الذين قالوا إنهم لا يقومون بالمداومة والحراسة الليلية، وأن أغلبهم يغادرون مصالحهم قبل الواحدة بعد الزوال وأن بعضهم يحل متى أراد ويغادر متى أراد دون حسيب أو رقيب، في الوقت الذي اضطر فيه طبيب بقسم المستعجلات إلى الاشتغال رغم تركيبه «الصيروم» على ذراعه بعدما رفضت شهادة طبية برر بها مرضه.