أكدت لبنى كناني (أخصائية أمراض وجراحة الفم بمستشفى مولاي يوسف بالبيضاء) على أهمية زيارة طبيب الأسنان بصفة منتظمة، بغية الكشف المبكر عن مختلف الأمراض التي يمكن أن تظهر في الفم أو الأسنان وخاصة ما تعلق بالالتهابات موضوع حديثنا كونها لا تختفي دائما بإزالة الأسباب، مشيرة في الآن نفسه إلى خطورة إهمال علاجها بأن تتحول إلى أورام خبيثة كونها تصبح أرضية مواتية لنشأتها. - ماذا نقصد بالتهابات الفم؟ وهل لها علاقة بالتهابات اللثة؟ نقصد بالتهاب الفم إصابة الغشاء المخاطي الذي يغطي أو يبطن تجويف الفم؛ هذا الأخير والذي يتكون في الجهة الداخلية للخدود، اللسان، سقف الفم، أرضية الفم، الجهة الداخلية للشفاه، الحلق واللثة. وغالبا ما تكون التهابات الفم، إصابات حميدة، ولكنها يمكن أن تشكل في الآن ذاته؛ أرضية مواتية لتتحول إلى ورم خبيث، لذا وجب الانتباه لكل إصابة للغشاء المخاطي للفم من أجل علاجها مبكرا، خاصة عندما تدوم وتستمر، بالرغم من إزالة مسببات الإصابة بها. وبخصوص سؤالك، عما إذا كان هناك اختلاف مابين التهابات الفم واللثة، فبما أن هذه الأخيرة مكون من مكونات التجويف الفموي، فالتهابها هو نوع من التهابات الفم؛ هذا الالتهاب يمكن أن يخص اللثة وحدها أو يكون مصاحبا أو ناتجا عن التهابات في الفم أو الجسم، لكن ما أود التأكيد عليه كون التهاب اللثة، يختلف عن باقي التهابات الفم، لأنه يؤدي في حالة عدم علاجه إلى فقدان السن بعد تعري جذر السن. - هل يمكن أن نعتبر بأن الإصابة بالتهابات الفم أحد أعراض الإصابة بأمراض عضوية أخرى؟ إن الإصابة بالتهابات الفم، لا تعني بالضرورة الإصابة بأمراض عضوية أخرى، غير أنه في بعض الحالات، يكون الالتهاب مصاحبا لبعض الأمراض، نخص بالذكر منها داء الالتهاب الفيروسي الكبدي من نوع « C» وداء فقدان المناعة المكتسبة، كما أن الالتهاب يمكن أن ينتج عن الإفراط في استعمال المطهرات وبعض المضادات الحيوية. - ماهي الأسباب المباشرة وغير المباشرة للإصابة بالتهابات الفم؟ يمكن أن تنتج التهابات الفم عن عدة أسباب نذكر منها: - سوء العناية بنظافة الفم - التدخين - بعض المأكولات كالتوت والجوز وبعض أنواع الجبن. - عدوى بكتيرية أو فطرية - حشو أسنان أو طقم أسنان غير مناسب ومسبب للجرح داخل نطاق مرض عضوي. - ماهي علامات الإصابة بالتهابات الفم؟ وهل تتخذ أشكالا معينة؟ تتعدد أنواع التهابات الفم وتختلف أشكالها، وذلك حسب مسببات ظهورها حيث إنه في الغالب، يكون الالتهاب على شكل احمرار موضعي أو منتشر، مصاحبا أم لا؛ بتقرحات أو تقيحات أو خطوط بيضاء. وفي أحيان أخرى يظهر الالتهاب على شكل صفائح بيضاء كليا. - ما خطورة علاج التهابات الفم بالوصفات الطبيعية والأعشاب؟ يكمن الخطر الأكبر للعلاج بالوصفات الطبيعية والأعشاب، في التسمم الذي ينتج عن مكوناتها، وخاصة عندما تكون المقادير غير متوازنة، حيث أنه وفي بعض الأحيان، نجد خلطا لكثير من الأعشاب التي وإن عرفنا تأثير كل واحدة منها على حدة، لا نعرف تأثيرها عندما تكون مختلطة بعضها ببعض. - ماهي أعراض الإصابة بالتهاب الفم؟ إن التهابات الفم، غالبا ما تصاحب بحرقان وإحساس بوخز؛ وفي حالات أخرى، نجد تورمات للالتهاب مع إمكانية ملاحظة نزيف محلي تلقائي، كما يمكن للألم أن يكون مصاحبا لبعض حالات الإلتهاب. - هل يتم العلاج بالأدوية فقط أم أن هناك طرقا علاجية أخرى؟ يركز العلاج بالأساس على إزالة السبب في حالة ما إذا كان ذلك ممكنا، كالإقلاع عن التدخين في حالة وجود إصابات متعلقة به أو الاكتفاء بعلاج أعراض الالتهاب في حالة ما إذا كان مصاحبا لأمراض عضوية. - ما هي سبل الوقاية من التهابات الفم؟ تمر الوقاية أساسا، بمحاولة تجنب الأسباب المباشرة لظهور هذه الالتهابات بالمحافظة على نظافة الفم والأسنان. - إصلاح وترميم أي حشو أسنان غير صالح - الإقلاع عن التدخين - عدم الإفراط في استعمال المطهرات أو المضادات الحيوية، خاصة بدون وصفة طبية.