ارتفعت حصيلة الموقوفين على خلفية عمليات تسريب امتحانات الباكالوريا إلى حدود زوال أمس الثلاثاء إلى سبعة أشخاص بكل من الدارالبيضاءوسلا. وفي سياق متصل امتلأت صفحات «الفايسبوك» دقائق قليلة بعد انطلاق امتحانات الباكلوريا في يومها الأول، بصور لأوراق الاختبارات «المسربة» في مواد مختلفة، قبل أن تليها الأجوبة، ما دفع وزارة التربية الوطنية إلى إصدار بلاغ أكدت فيه أن بعض هذه المواضيع لا علاقة لها بالامتحان الرسمي، ومنها الموضوع الخاص بشعبة علوم الحياة والأرض. وأعلن بلاغ ثان للوزارة عن الحصيلة المؤقتة للأشخاص الذين تم اعتقالهم صبيحة أمس، من طرف الأمن والدرك والسلطات المختصة، على هامش امتحانات الباكلوريا، والذين بلغ عددهم سبعة أشخاص حاولوا تسهيل عملية الغش لفائدة مترشحين آخرين، فيما اعتقل مترشحان حران بمدينة سلا، أحدهما جرى توقيفه داخل فضاء مركز للامتحان بسلا، في الوقت الذي كان يحمل فيه استدعاء لاجتيازه بمركز بتمارة، كما تم أيضا اعتقال مترشح حر بالمدينة ذاتها قفز من سور المؤسسة بعدما منع من ارتيادها، نظرا لتأخره عن الحضور في الوقت المحدد. ولوحظ وعلى غير العادة عدم تسجيل أي إقبال على امتحانات الباكالوريا من طرف المترشحين الأحرار الذين كانوا يشكلون نسبة مهمة من المرشحين للامتحانات كل سنة. وفي مدينة الدارالبيضاء اعتقل مرشح حجزت لديه أجهزة اتصال جد متطورة كانت تستعمل لنسخ أوراق الامتحان ونشرها عبر الانترنت من داخل قاعة الاختبار، وأفاد مصدر مطلع أن الموقوف تم إخضاعه للتحقيق من طرف عناصر الشرطة القضائية، قبل أن يقوم بإرشادها إلى عناصر أخرى ضمن شبكة كانت تعمل على التفاعل مع المواد المسربة من خلال الانترنت، وإعادة بثها مع الأجوبة، حيث تم اعتقال عدد من عناصر الشبكة في انتظار نتائج التحريات التي تباشرها مصالح الأمن. وفي مدينة تيفلت ضبطت لجان المراقبة تلميذا في حالة تلبس بالغش بواسطة سماعة صغيرة مثبتة في أذنه، وذلك أثناء اجتيازه لاختبار مادة الفيزياء بشعبة علوم الحياة والأرض ليتم إقصاؤه من اجتياز باقي الاختبارات إلى حين عرض ملفه على اللجنة التي تبث في حالات الغش. إلى ذلك، علم من مصدر مسؤول في الوزارة أن مصالح الشرطة القضائية تمكنت أيضا من تحديد هوية الشخص الذي قام بوضع أوراق الامتحانات الخاصة بمادة الفيزياء على صفحة التسريبات التي أعلنت قبل انطلاق الامتحانات تحديها للإجراءات التي تعتزم الوزارة اتخاذها للحد من ظاهرة الغش وتوعدت الوزارة بالمزيد من المفاجئات. وأضاف المصدر ذاته أن المعتقل نقل إلى دائرة أمنية للتحقيق معه، فيما اتخذت الوزارة إجراءات موازية، بعد أن تقرر نسخ جميع الأجوبة التي تم نشرها على صفحات «الفايسبوك»، وإرسالها إلى مراكز الامتحانات على أن يتم منح نقطة صفر من قبل المصححين لأي ممتحن تتطابق أجوبته مع الأجوبة التي تم نشرها على مواقع التواصل. وشدد المصدر ذاته على أن ما حدث في اليوم الأول من نشر لمواد بعض الامتحانات لا يتعلق بتسريب، وأقر بأن بعض الممتحنين تمكنوا فعلا من إدخال هواتف نقالة متطورة عمدوا بواسطتها إلى نسخ مواد الامتحانات ونشرها عبر الانترنت، ووصف المسؤول ذاته ما حدث في اليوم الأول ب»الأمر العادي» بالنظر إلى العدد الكبير للممتحنين الذين يصل عددهم إلى 500 ألف، وأضاف بأنه لا يمكن تفتيش الجميع، رغم أن المكلفين بالحراسة يعمدون إلى إجراء تفتيش بعض الطلبة المشكوك فيهم، وذلك في غياب أجهزة الرصد الالكتروني التي تمكن من إجراء العملية بشكل سريع وفعال.