وصف الشاعر العربي أدونيس ما يعيشه العرب بعد تغيرات «ثورات الربيع العربي» بالكذبة الكبيرة، مؤكدا أنه كتب عليهم أن يعيشوا تاريخهم كوهم، وليس كحقيقة وككابوس لا كحلم جميل. وعبر في اللقاء الذي أجراه معه في باريس الكاتب التونسي حسونة المصباحي، ونشر بجريدة «العرب [اللندنية»عن اعتقاده «أن ما حدث كان انتفاضات شعبيّة مشروعة ضدّ الفساد، والظلّم والقمع، وانعدام الحرّيات. غير أن القوى الرجعيّة، والأصوليّة استغلّت هذه الانتفاضات لصالحها». واتهم القوى الأصولية بالسعي إلى جرّ الزّمن إلى الوراء «إلى ماض بعيد تحبس فيه الشّعوب، وفيه تكبّل الطّاقات بحيث لن يكون هناك وجود لا للحاضر ولا للمستقبل». وتساءل متعجبا من مثقفين ومن سياسيّين يعتقدون أن الديمقراطيّة في سوريا يمكن أن تتحققّ على يد من يمارسون العنف، ويرتكبون مجازر فظيعة، ويدعون إلى الفتنة جهارا، ويقومون بأعمال مشينة، ووحشيّة، ويمارسون ما يسمّونه «جهاد المناكحة»، ويطالبون بتطبيق الشريعة. وقال في الحوار إنه عبّر بوضوح عن موقفه منذ بداية الأحداث في سوريا، وتمنّى أن يتحاشى المتظاهرون العنف، «لأنّ التّاريخ يثبت بالأدلّة القاطعة أنه، أي العنف، يفسد ثورات الشعوب، ويحوّلها إلى عمليّات انتقام وتخريب ونهب وسَحْل». وحذر بقوله إن «سوريا بلد متعددّ ثقافيّا ودينيّا، مثل العراق، وإذا ما استفحل العنف، فإنّ النتائج تكون كارثيّة على الجميع، على الحكّام وعلى الثّائرين».