يعرض الفنان التشكيلي العراقي الكردي «سيروان باران» أعماله برواق «ماتيس» بمراكش، يوم الجمعة 7 يونيو الجاري، في الساعة السابعة مساء، ويعتبر هذا الفنان من بين التشكيليين المعاصرين في العراق والعالم العربي. تسبح رسومات وأيقونات الفنان «سيروان» في عوالم خيالية وأسطورية نابعة من مرجعية متجذرة في عمق التاريخ، لها علاقة بالحضارات القديمة كالحضارة الآشورية، البابلية والكنعانية..، لما تحمله من إحالات على مستوى الشكل في بعده الجمالي عند الفنان «سيروان»، لكن بطريقة أضفى عليها صبغة تمتح من تقلبات وتطور تاريخ التشكيل العالمي بصفة عامة، ليجعل من العمل مدخلا إلى عوالمه الشخصية، استنادا إلى ذاكرة ذاتية مشحونة بصراع دفين لتحديد مفهوم الجمال انطلاقا من أدوات ملموسة، اجتمع فيها الجانب التقني بالفكري، حيث عمل على المبالغة في الشكل، ليجعل من التكوين الإجمالي سندا لتجاربه التقنية على مستوى المادة، بما فيها اللون والأبعاد. فعدم تشكيل الأمكنة في أعمال الفنان «سيروان»، كان من بين المكونات الأساسية لمشروعه الفني، ليجعل منه تجربة زئبقية يصعب تحديد زمانها، صالحة لكل الأزمنة والأمكنة معا، لما تحمله من معاناة ذاتية مركبة من خلال الأجساد والوجوه الساخرة، كأنها دمى وعرائس بألوانها الكرنفالية الصاخبة، التي تحاول أن تتواصل وتبوح بكل أسرارها للمشاهد، كانعكاس لحالات نفسية ترتبت عن جرح عميق لم يشف بعد، وصفه «فريد الزاهي» في مقدمة دليل معرض هذا الفنان، بأنه «.. إحساس غامر بالمأساوي المركب، ودهشة تتلعثم أمام التشوه الفائق للكائن، وفتنة لا تقاوم أمام الغيرية التي تسكننا وتنزع عنا شخصيتنا كي تحولنا إلى قناع. إنه قناع الوجود الذي يتحول إلى جوهر للمظهر وظاهر للباطن».