وضع عبد الإله أكرم رئيس الوداد الرياضي لكرة القدم حدا للعلاقة التي تجمع بادو الزاكي بالفريق «الأحمر» بعد أن توصلا أول أمس الأحد إلى اتفاق قيل إنه يقضي بعدم إكمال الزاكي لمشواره التدريبي مع الوداد. لم يكن انفصال أكرم والزاكي حتى لا نقول الوداد والزاكي مفاجئا، فأكرم لم يكن مقتنعا بالتعاقد مع الزاكي ليتولى قيادة الفريق، خصوصا أنه سبق ووعد مقربين منه أن الزاكي لن يعود للوداد مادام رئيسا للفريق، بيد أن انتفاضة الجمهور، ومطالبته بالتغيير بعد إقالة الإسباني بينيتو فلورو، دفعت أكرم إلى أن «يستنجد» بالزاكي، من أجل إسكات الأصوات الغاضبة، والإيحاء بأن هناك تغييرا في الأفق. وحتى لما بدأ الزاكي مهامه، وقاد الفريق إلى تحقيق نتائج إيجابية، فإن حبل الود سرعان ما انقطع، خصوصا أن أكرم كان يقول إنه وفر كل وسائل العمل للزاكي، وأن الأخير وعده باللقب، في الوقت الذي كان يردد فيه الزاكي أن أزمة الوداد ليست تقنية وأنها خارج الملعب، من خلال حديثه عن محيط الوداد، وعن المشاكل المالية، وهو ما اعتبره أكرم إشارة اتهام ضده. طوى الوداد موسمه، وأنهاه في المركز الرابع، وبعد أن عاد أكرم من رحلة قادته إلى جزر موريس، كان أول ما قام به هو الاجتماع مع الزاكي من أجل فك الارتباط. لكن هل مشكلة الوداد في المدرب، أم في طريقة تدبيره؟ هل مشكلة الوداد تسييرية، أم تقنية صرفة؟ قد يكون الزاكي ارتكب أخطاء هذا الموسم، وقد تكون بعض المباريات قد ضاعت منه نقاطها بغرابة، كمباراة نهضة بركان التي خسرها بملعب محمد الخامس؟ لكن ما لم ينتبه له كثيرون هو أن الزاكي هو المدرب رقم 18 في فترة رئاسة أكرم للوداد التي لم تصل عامها السابع بعد، فهل كل هؤلاء المدربين الذين قادوا الوداد دون المستوى، وليست لهم القدرة على قيادة الفريق. بلاشك، أزمة الوداد تسييرية وليست تقنية صرفة، فمن يختار المدرب هم المسيرون، ومن يرسم الأهداف هم المسيرون، وعندما يفشل كل هؤلاء، فإن المفروض أن يقوم رئيس الوداد ومعه مكتبه المسير بنقد ذاتي، ويعترفوا بأخطائهم، وبما اقترفوه في حق هذا الفريق، الذي فقد الكثير من بريقه. في الوداد يعيد التاريخ نفسه كل مرة، ونفس الحكاية تتكرر، يفشل المسيرون ويقال المدربون، وغدا ستعود الأسطوانة نفسها للدوران، وسيعيد التاريخ نفسه مرة أخرى في الفريق «الأحمر».