لجأت نقابة الاتحاد المغربي للشغل، في خطوة تصعيدية ضد قرار السلطات المحلية رفض منحها تأسيس مكتب نقابي في شركة النقل الحضري لفاس، إلى «تدويل» هذه الأزمة، التي تلقي بظلالها على العاصمة العلمية. و»استقوت» نقابة مخاريق، حسب رسالة توصلت بها «المساء»، بنقابة الاتحاد الدولي للنقل، وهي من أكبر النقابات العالمية التي تقدِّم نفسَها على أنها تضمّ ما يقارب 4 ملايين ونصف عامل منخرطين في قطاع النقل في 154 دولة. ووجّهت هذه المنظمة رسالة إلى كل من رئيس الحكومة ووزيرَي الداخلية والتشغيل، عبّرت فيها عن «قلقها العميق على التصرّفات المعادية للعمل النقابي تجاه عمال النقل الحضري في مدينة فاس»، المنضوين تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل. وقالت إن تطورات هذا النزاع تمثل «خرقا للاتفاقيات الأساسية لمنظمة العمل الدولية». وطالبت المنظمة، باسم 4 ملايين ونصف من منخرطيها، رئيسَ الحكومة بالتدخل بشكل عاجل لحلّ هذا النزاع. وتحدّثت المنظمة الدولية عن تدهور الأوضاع الاجتماعية لعمال النقل الحضري منذ تفويض هذا القطاع من قبَل المجلس الجماعي. وتطرقت لما أسمته «الهجوم على الحقوق النقابية والتراجع عن الحقوق الاجتماعية للعمال». وانتقد الاتحاد الدولي للنقل عدم اعتراف السلطات المحلية بالمكتب النقابي للاتحاد المغربي للشغل، رغم قانونيته، وإقحام عمال خارج الشركة من أجل كسر إضراب العمال منذ تاريخ 13 ماي الأخير. كما تطرّقت ل»استعمال قوات الأمن لمهاجمة المنخرطين في هذا العمل النضالي». وكانت الأمانة العام للاتحاد المغربي للشغل قد زارت العمال المضربين في مقرّ اتحادها الجهوي. كما نظمت الكتابة الجهوية لنقابة مخاريق تجمعا احتجاجيا تضامنيا مع العمال المُضربين، الذين خاضوا عدة أشكال احتجاجية في الشوارع الرئيسية للمدينة، ورفعوا شعارات مناهضة لعمدة المدينة ولإدارة شركة النقل الحضري.. وكان آخر هذه الاحتجاجات ترديدهم ل»اللطيف» بعد أداء صلاة الجمعة في مسجد كبير وسط المدينة. و»تهمين» نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب على قطاع النقل الحضري في فاس منذ عقود، لكنّ عددا كبيرا من المُستخدَمين خرجوا في احتجاجات منذ 13 ماي الأخير للمطالبة بإقرار التعددية النقابية في القطاع، وتحسين الأوضاع الاجتماعية. وتدخلت عدد من الهيئات الحزبية والمدنية، وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية، على خط الأزمة للمطالبة بفتح تحقيق في ملابسات إفلاس الوكالة وتفويض القطاع لشركة خاصة، فيما اتهم عمدة المدينة «الجناح المتطرّف» في حزب العدالة والتنمية بالوقوف وراء «المؤامَرة التي تستهدف حزب الاستقلال» في العاصمة العلمية.