«إذا كان الكلام من فضة فالسّكوت من ذهب».. مثل فيه من الحكمة الكثير، فالصمت أحياناً هو أفضَلُ حلّ لمشكلة أو نقاش حاد عقيم لا يفيد معه الكلام. الصمت مخيف، لأنك لا تعرفين ما هو مختبئ وراءه، وهو عميق أمام الأمور السّطحية التي لا معنى لها، وهو الأداة التي يستخدمها الأقوياء أحياناً للردّ على تفاهات ينطق بها الآخرون. أما بالنسبة إلى المرأة فهو سلاح يجعل الرّجُل يعلن الاستنفار الكامل في انتظار اتضاح نتائجه. أداة فعالة إنّ طبيعة المرأة هي حبّ الكلام وطرح الأسئلة والاستفسار عن كل صغيرة وكبيرة، ولذلك فإنّ الصمت يعتبر غريباً عليها في كثير من الأحيان، أو بالأحرى إنّ الرجل يجد الصمت صفة «دخيلة» عليها. فهو الذي يصمت، وإنْ وجد المرأة صامتة فإنّ دقات قلبه تتسارع، ويبدأ نوع من الخوف يخيّم عليه، لأنه لا يقبل صمتها إنْ كان هو المتحدّث. سلاح جيد قد يكون صمت المرأة الرّدَّ الوحيد على توبيخات لا معنى لها من الرجل، لأن رداً من جانبها قد يُعقّد الخلاف ويزيد من حدة الانتقادات التي يوجّهها لها. فهم الآخر إنّ صمت المرأة أمام الرّجُل في كثير من المواقف يعتبر محاولة لفهمه، لأنّ الاستماع إلى الآخر والتأمل في شخصيته يساعدان على فهمه بشكل أفضل. فهم الذات أحياناً يساعد الصّمت المرأة على فهم نفسها بشكل أفضل.. ولذلك من المفيد أنْ تخلد المرأة إلى الصّمت في بعض الأحيان، للتفكير في نفسها ومواقفها وإجراء مُراجعةٍ لبعض المواقف التي مرّت بها وتمر بها كل يوم؛ لمعرفة ما إذا كانت قد تصرّفت بشكل صحيح في يومها. تقدير نفسها يُعَدّ الصّمت من أكثر الوسائل فائدة لتقدير المرأة نفسها، من حيث معرفة إيجابيات وسلبيات شخصيتها، والعمل -عبر صمت داخليّ- على تحليل الأسباب التي تجعلها عُرضة للانتقادات، أو مثارَ إعجاب من قبل الآخرين.. ويبقى صمت المرأة أكثرَ ما يخشاه الرّجُل خوفا من أن يكون دليلا على عدم الرضا عن رجولته أو فحولته، وهما الشيئان اللذان يخشى من أن يُنال منهما من قِبَل المرأة.