كشفت مصادر مطلعة أن السلطات الأمنية أصدرت مذكرة بحث في حق جمركي يعمل بميناء طنجة المتوسطي، للاشتباه في تورطه في تسهيل مهمة شاحنة النقل الدولي التي هرّبت حوالي 33 طنا من المخدرات إلى ميناء الجزيرة الخضراء بإقليم الأندلس قبل حوالي شهر. وذكرت المصادر ذاتها أن الجمركي المبحوث عنه كان قد اختفى عن الأنظار منذ شهر أبريل الماضي، مباشرة بعد ضبط المخدرات المهربة من طرف الحرس المدني الإسباني بميناء الجزيرة الخضراء. وكان الجمركي المبحوث عنه، من ضمن أمنيي الميناء الذين ضبطتهم كاميرات المراقبة في وضعية «مشبوهة»، رجحت أن يكونوا متورطين في تسهيل مهمة مهربي شحنة المخدرات. ويعد الجمركي المذكور، الثاني من عناصر الجمارك الذين ثبت تورطهم في تسهيل عملية تهريب المخدرات، وكان أمن طنجة قد ألقى القبض قبل حوالي 3 أسابيع على جمركي آخر أحيل على السجن المدني، لينضاف إلى حارسي أمن كانا يعملان في الميناء، وكلهم ضبطوا عبر كاميرات المراقبة، وقد عمدوا إلى إعفاء الشاحنة المحملة بالمخدرات من عمليات التفتيش المعهودة، حيث أنهوا فحصها في 7 دقائق، في الوقت التي تمتد فيه هاته العملية أحيانا إلى أكثر من ساعة. وبلغ عدد الملقى عليهم القبض في هاته العملية إلى حدود الآن، 4 أشخاص، آخرهم تم توقيفه بأكادير هذا الأسبوع، يرجح أن يكون هو الذي أشرف على عملية تحميل شحنة المخدرات، وقد تمت إحالته بدوره على السجن المدني بطنجة. من جانبها، لا تزال وسائل الإعلام الإسبانية مهتمة بتبعات ملف تهريب المخدرات، لكونها تندرج ضمن الحملة التي أفضت إلى ضبط أكبر كمية من المخدرات في تاريخ أوروبا، والتي تجاوزت مائة طن، وتشير الصحف والمواقع الإلكترونية الإسبانية، تلميحا أحيانا وتصريحا أحيانا أخرى، إلى إمكانية ارتباط عملية الجزيرة الخضراء بضبط عشرات الأطنان من المخدرات بمنطقة صناعية بقرطبة.