ذكر مصدر إعلامي إسباني أن جماعة العدل والإحسان، التي يقودها الشيخ عبد السلام ياسين، تمثل عنصر تهديد أمني لإسبانيا في إقليم مورسية جنوب البلاد، بسبب سعيها إلى تأسيس «خلافة إسلامية على النمط الإيراني» حسب تعبيرها، وأسلمة المجتمع واستعادة الأندلس. وقال المصدر إن الجماعة بدأت تتغلغل في الأوساط الطلابية والجمعوية بجنوبإسبانيا وفي بعض الأقاليم الأخرى، وتمكنت من الانتشار في عدد من الجمعيات الدينية في إقليم مورسية. وحسب نفس المصدر فإن هناك «تقاربا» بين جماعة التبليغ وبين جماعة العدل والإحسان في إسبانيا، رابطة بين تشدد هذه الأخيرة وبين الاستجوابات التي أجرتها السلطات الإيطالية لبعض المنتمين والمتعاطفين مع جماعة الشيخ ياسين في إيطاليا الشهر الماضي، على خلفية اتهامات غير راجحة بتمويل الإرهاب، أفرجت عنهم فيما بعد. ونقل المصدر ذاته عن مسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسبانية قولهم إن «نشاطات جماعة العدل والإحسان المغربية والجمعيات والأشخاص المرتبطين بهذه الحركة الإسلامية تثير انتباهنا منذ فترة، لأننا لاحظنا أنه بالرغم من الوجه المسالم للجماعة فإنها تحولت، مثلها مثل جماعة التبليغ، إلى محاضن لتفريخ أشخاص متطرفين في مواقفهم شاركوا في الجهاد العنيف». واتهم المصدر جماعة العدل والإحسان بتوظيف أموال من تجارة المخدرات في تمويل الجمعيات التابعة لها في جنوب إسباني وفي بناء المساجد التي تخضع لها. وفي تصريحات للناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان، فتح الله أرسلان، اعتبر أن تلك التصريحات «لا أساس لها من الصحة وكلام بعيد كل البعد عن الواقعية»، وقال أرسلان في اتصال ل»المساء» به إن «الجهات المغرضة في إسبانيا وفي غيرها لا يمكن إلا أن تقول مثل هذا الكلام، ليس فقط بخصوص جماعة العدل والإحسان، ولكن عن الظاهرة الإسلامية كلها في أوروبا». وأضاف أرسلان أن موقف جماعة العدل والإحسان من مسألة العنف «ليس موقفا تكتيكيا أملته الظروف بل هو اختيار مبدئي لها منذ تأسيسها وأوضحته الكتابات الأولى لمؤسسها الشيخ عبد السلام ياسين وقادتها». وبخصوص إثارة قضية الخلافة الإسلامية، التي تنادي به الجماعة، قال أرسلان: «الحديث عن الخلافة الإسلامية، في المغرب وليس في إسبانيا، هو ضرب من الكلام غير الموزون وغير الموضوعي، لأننا عندما نتحدث عن الخلافة في المغرب نتحدث عن الآفاق التي يمكن أن تصل إليها الشعوب المسلمة في اختيار الرجوع إلى دينها والتحرر في إرادتها»، مشيرا إلى أن المقصود بالخلافة ليس هو ما يفهمه الناس «بل شيء قريب مثلا من الوحدة الأوروبية أو تلك الإطارات التي تجتمع فيها دول معينة حول قضايا محددة»، وزاد قوله: «هؤلاء عندما يتحدثون عن الخلافة الإسلامية يتحدثون عنها بطريقة كاريكاتورية ويصورون الأمر كما لو أننا نعيش في القرون الوسطى وليس في العصر الحالي».