يسمى البنجر أو الشمندر الأحمر أو "الباربا" باللهجة العامية، وهو من النباتات القليلة التي تمتاز بنسبة عالية من البيتايين. هذه الصبغة الطبيعية تكسبه لونه الأحمر الأرجواني الجذاب الذي يسر النظر ويشجع على الإقبال عليه، و تُمتعه بخصائص مضادة للأكسدة والالتهابات وكابحة لانتشار الأورام وهامة لحماية مختلف أعضاء الجسم …و لحسن حظنا فهذه المادة القيمة لا تتأثر بالحرارة ولا يُفقدها الطبخ فعاليتها، غير أن ذلك لا يعني استهلاك البنجر مطبوخا أو بتعبير أدق مسلوقا كما تعودنا عليه، بل يُفضل تناوله طازجا وذلك للاستفادة من أنزيماته التي تلعب دورا كبيرا في عملية هضم الطعام (كتلاز وبيروكسيداز مثلا). يمكن أن يصاحٍب البنجر سلطاتكم طازجا مبشورا، أو مقطعا على شكل دوائر رقيقة مع الخس أو الخيار أو النعناع أو النافع… أو يصنع منه عصير طازج مع الماء أو مع عصير البرتقال أو الجزر أو التفاح أو الخيار… وعموما فهو غني بالماء والسكر ولا يحتاج إلى تحلية، وهو من الخضروات المنعشة جدا في فصل الصيف. يحتوي البنجر كذلك على مركبات فينولية وهي مجموعة من المواد الخاصة فقط بالنبات دون الحيوان، والتي تمتاز بقوتها الكابحة للشوارد الحرة، وذلك يعني حماية الجسم من الإجهاد التأكسدي، وبالتالي منع الأمراض عنه. ومن بين هذه المركبات نذكر على سبيل المثال: التانينات وحمض الفينوليك والفلافونويدات، ويحتوي البنجر على نسبة مهمة من هذه الفلافونويدات، بل توجد حتى في قشرته بنسبة تفوق ثلاثة أضعاف الشمندر الأحمر نفسه وفي أوراقه التي تحتوي كذلك على اللوتيين والزياكزانتين، وهي مركبات مضادة للأكسدة من عائلة الكاروتينويدات، والتي كما سبق الذكر تمتاز بعدة مزايا خاصة حماية الجسم من الأمراض السرطانية والحفاظ على صحة العين وسلامة البصر. البنجر خزان أرجواني لمضادات الأكسدة، وهو من خضروات الصيف بامتياز، رخيص الثمن، مرتفع القيمة الغذائية، متوفر في بلادنا، بل نحن نعد من أكبر منتجيه، فأقبلوا على استهلاكه لتنتعش به أبدانكم!
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية