يبدو أن حملة الإشهارات المكثفة والتخفيضات التي عرفها سوق السيارات الجديدة بالمغرب خلال شهري نونبر ودجنبر الماضيين، بالإضافة إلى صيغ القروض المتنوعة التي ظهرت في الآونة الأخيرة قد أعطت أكلها بالنظر إلى المبيعات الجيدة التي عرفها القطاع خلال سنة 2008، رغم الأزمة المالية العالمية التي كان سوق السيارات من أول القطاعات التي تضررت بسببها خصوصا في الدول الأوربية والآسيوية والأمريكية، حيث أعلنت جمعية مستوردي السيارات بالمغرب (إيفام) عن آخر إحصائياتها والتي فاقت 121 ألف سيارة بيعت بالسوق المغربي إلى غاية 31 دجنبر الماضي. وحسب جمعية (ايفام)، فإن السيارات المستوردة تمثل حوالي ثلثي المبيعات بأكثر من 88 ألف سيارة، يتقدمها الصانع الكوري الجنوبي «كيا موتورز» بما يناهز 9521 وحدة لتستحوذ بهذا الرقم على نسبة 13 في المائة من حصة السوق المغربي للسيارات الجديدة خلال السنة الفارطة، وبنمو سنوي ناهز 16 في المائة. أما بالنسبة إلى السيارات المركبة محليا فبيعت منها 33 ألفا و578 وحدة خلال ال 12 شهرا الماضية، ولازالت «داسيا لوغان» تتربع على عرش هذا الصنف من السيارات باستحواذها على 43 في المائة من نسبة السوق، حيث باعت شركة «رونو» منها 14 ألفا و547 سيارة . وإذا كان سوق السيارات المغربي قد تخطى سنة 2007 عتبة 100 ألف سيارة جديدة وباع 103 آلاف سيارة في ظرف سنة، فإنه خلال عام 2008 تخطى عتبة 120 ألف سيارة كما كان يأمل المهنيون في بداية السنة الماضية، وتم بيع 121 ألفا و511 وحدة إلى غاية 31 دجنبر 2008، أي بنمو ناهز 17 في المائة مقارنة بسنة 2007. وعلى مستوى السيارات المستوردة، احتل الصانع الفرنسي «بوجو» المرتبة الثانية ببيعه لحوالي 7678 وحدة خلال سنة 2008، لتصل حصته بالسوق المغربي للسيارات إلى نسبة11 في المائة، متبوعا بالصانع الفرنسي الآخر «رونو» الذي احتل المرتبة الثالثة وباع 6520 سيارة جديدة في 12 شهرا الماضية، أي ما يقارب 8.25 في المائة من حصة السوق. وعادت الرتبة الرابعة إلى الصانع الياباني «طويوطا» بأكثر من 6007 وحدة، واستحوذ على نسبة 8.5 في المائة من حصة السوق، أما الشركة الكورية الجنوبية «هيونداي» فاحتلت الرتبة الخامسة وأقفلت سنة 2008 بيع منتجاتها بما يقارب 5657 سيارة وحصة 8 في المائة من السوق، ثم الصانع الألماني «فولسفاغن» الذي باع 4732 وحدة، و»فيات» الإيطالية بحوالي 4252 سيارة، و»فورد» الأمريكية 3511 وحدة و»هوندا» اليابانية 2963 وحدة. وحسب إحصائيات الجمعية دائما، فإن مبيعات الصانع الفرنسي «رونو» بالإضافة إلى «داسيا» المركبة محليا بلغت في المجموع أكثر من 31 ألفا و715 وحدة. وحسب صنف السيارات، فقد احتلت السيارات صغيرة الحجم أو ما يسمى ب»السيتادين» المقدمة بأكثر من 16 ألفا و500 وحدة تتقدمهم سيارة «بيكانتو» للصانع الكوري الجنوبي التي ما زالت تستهوي المغاربة رغم أن عمرها قد فاق الأربع سنوات منذ دخولها إلى المغرب سنة 2004، حيث بيع منها في 2008 ما يقارب 6125 وحدة، أما الصنف الثاني الذي بيع بكثرة في المغرب خلال السنة الماضية فهو «البيك-أب» الذي فاقت مبيعاته 14 ألف وحدة. وعرفت مبيعات صنف سيارات الدفع الرباعي خلال 2008 نموا ملحوظا، وبيع منها حوالي 11 ألفا و500 وحدة، يتقدمها في هذا الصنف الصانع الياباني «طويوطا» بحوالي 2357 سيارة «كات كات» بيعت إلى غاية آخر دجنبر الماضي، متقدمة على «هيونداي» 2267 وحدة، و»كيا موتورز» 1250 وحدة، و»فولسفاغن» 1000 سيارة، ثم «نيسان» 773 وحدة، ف»هوندا» 692 وحدة. ويرتقب المهنيون ما ستسفر عنه المحادثات الجارية مع الحكومة المغربية، من أجل دعم القطاع الذي تنتظره أيام صعبة خلال هذه السنة، حيث مخلفات الأزمة المالية الراهنة لا زالت تلقي بظلالها على العالم والتي كان من أولى ضحاياها في الدول الغربية قطاع السيارات، حيث شركات عديدة أعلنت عن تخفيض إنتاجها أو وقف إنتاج السيارات مؤقتاً وبشكل جزئي بسبب تراجع الطلب نتيجة أزمة الائتمان العالمية، بل إن الصانع الياباني «طويوطا» أعلن مؤخرا أنه تكبد خسائر كبيرة وللمرة الأولى منذ 70 عاما.