الجديدة أو مازاغان ستتحول انطلاقا من اليوم إلى قبلة للشعر. شعراء من مختلف دول البحر الأبيض المتوسطي سيلتقون على الساحل الأطلسي، وليس أي ساحل. إنه المكان الذي عرف أول إنزال برتغالي، تزامنا مع إنزال الصويرة وآسفي، وهو المكان الذي سيصير مستعمرة برتغالية لثلاثة قرون. ورغم ذلك لم يمح هذا الوجود الأجنبي هوية المنطقة، بل ساهم في غناها إلى جانب الوجود اليهودي في المدينة، قبل أن يأتي الفرنسيون ويمنحون الجديدة الطابع الكولونيالي، لكن المدينة ظلت على الدوام مكانا للإغراء. ألم يصفها الجنرال ليوطي بأنها أجمل دوفيل بلاج في العالم؟ ثم ألا يصفها آخرون بأنها مدينة الاستراحات الحربية. مدينة تغوي بالكتابة والإقامة، من دروبها خرج إدريس الشرايبي وعبد الكبير الخطيبي، وكتاب وشعراء، وجاءها رولان بارث الذي درس في ثانويتها، وأغرم بها. هنا أيضا كان يقيم متوحدون وشعراء وفنانون وفوضويون اختاروا العزلة والبحر والشمس وهدوء الظهيرات، وهنا مر جيش من الكتاب الشباب والشعراء في مقاهيها التي كانت قبل أن يأتي المسخ.
المهرجان المتوسطي، الذي ينتقل هذه السنة من سيت الفرنسية إلى الجديدة، بعد توأمة عمرها أكثر من 20 سنة، يترجم العلاقة التي تربط بين المدينتين الساحليتين. فمدينة سيت توجت مدينة للاستقبال والتقاليد والميناء المتوسطي، وتوجهت نحو التبادل مع جيران الضفاف الأخرى. كما أضحت هذه المدينة، التي تأسست في القرن السابع عشر، في ظرف وجيز، أرضا للمهاجرين الإيطاليين القادمين من جهة نابل الشمالية، قبل انضمام اللاجئين الإسبان إليهم فيما بعد. كما تحتضن المدينة، الحية بحضور العديد من الفنانين، أشهر الشعراء من قبيل جورج براسنس، وبول فاليري المنتسب إليها، والذي يدعوها ب»الجزيرة المتفردة». وتطور المدينة سياسة ثقافية حركية ترتكز على العديد من البنى التحتية، وتحتضن العديد من المهرجانات، من أنجحها «أصوات حية من متوسط إلى آخر». وتترجم مدينة الجديدة، التي صنفت تراثا عالميا من قبل منظمة اليونيسكو، تلاقحا للثقافات عبر تاريخها، إذ يعد اسمها بديلا ل»مازاغان»، المدينة البرتغالية القديمة التي بنيت في بداية القرن السادس عشر وأعيد بناؤها في القرن الثامن عشر. كما تبقى أسوارها شاهدا جميلا على الهندسة البرتغالية في عصر النهضة. ويقام المهرجان بين المدينة التاريخية والمدينةالجديدة بحديقة محمد الخامس، التي تربط البحر بقلب المدينةالجديدة، وبالحي البرتغالي. كما ستحتضن أماكن تراثية أخرى من قبيل المسرح، أو تلك المرتبطة بالمعيش اليومي كالسوق، عروضا شعرية وفعاليات. كما ستمتد العروض أيضا إلى مدينة أزمور، التي بنيت على أنقاض مدينة فينيقية قديمة بمحاذاة واد أم الربيع، والمنتمية إلى الإقليم ذاته. ثلاثة أيام حافلة تنظم الدورة المغربية من «أصوات حية» على مدى ثلاثة أيام بين الجديدةوأزمور أيام 17 و18 و19 ماي الجاري، وتستقبل 40 شاعرا ينتمون إلى مجموع بلدان المتوسط، وموسيقيين سيرافقون الشعراء خلال قراءات موسيقية مبرمجة وسُيسمعون معزوفاتهم أيضا على المنصات الموسيقية التي ستقام خصيصا لهذا الغرض. كما ستقترح الدورة حوالي 70 تظاهرة بوتيرة تزيد عن 20 موعدا يوميا بحديقة محمد الخامس، وبمسرح الجديدة الذي أعيد تجديده من قبل المدينة، وبالحي البرتغالي، ومدينة أزمور، والقبطانية القديمة، وساحة «مولنيس» العمومية، التي أعيد تجديدها مؤخرا من طرف العمالة. شعراء قادمون من مختلف بلدان المتوسط، محاطين بالعديد من الفنانين، والحكاة، والموسيقيين، والمغنين، والكوميديين الذين سيمنحون برفقتهم مقاربة متنوعة للكلمة الشعرية. تقترح العديد من اللقاءات كل يوم بالأماكن اليومية، والمتاحة الولوج في وجه الجميع، فاتحة للجميع إمكانية الاستمتاع بالشعر. سيقدم الشعراء قصائدهم بلغتهم الأصلية، وسيكونون مرافقين، عندما يتعلق الأمر بغير العربية، بفاعلين يقدمون بدورهم ترجمة النصوص المقروءة. واعتمد المهرجان صرامة متناهية في انتقاء المؤلفين المدعوين للتمكن من استقبال أسماء كبيرة وأصوات صاعدة للشعر المتوسطي. كما يقدم المهرجان دعوة للتعرف على متخيل شعري وأدبي مقرون بجغرافيا وأماكن للاستكشاف وتبادل الثقافات. صافو تغني أم كلثوم يمكن للعودة إلى أصول الموسيقى الشرقية أن تمر بصعوبة عند الغوص في تراث المطربة المصرية الكبيرة أم كلثوم. وبذلك ستخصص صافو هنا تكريما حيويا وبارعا لنجمة الشرق الأوسط. ودون محاولة للدخول في لعبة الألحان، ستعيد صافو أداء مجموعة من مقطوعات خزانة أم كلثوم الغنائية، على أن تكون البداية مع العنوان الأبرز «الأطلال». ظلت صافو، التي تعتبر فنانة بشخصية متفردة وقوية، مرتبطة بجذورها المغربية، حيث نشأت وكبرت. وتظهر المواضيع، التي تتطرق إليها من خلال أغانيها، التزامها وإحساسها تجاه مشاكل الفقر، وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة. وهي تعد فنانة متعددة المواهب، لأنها تمزج دائما بين مسارها الفني ودفاعها عن القضايا التي ترى بأنها صائبة. كما أنها نشرت العديد من الروايات والقصائد الشعرية ومجموعة من الرسومات. تجارب أجنبية إرمير نيكا (ألبانيا) نشر إرمير نيكا، المزداد بالعاصمة الألبانية تيرانا سنة 1978، أول ديوان شعري له سنة 1996. وبسرعة مكنه نشر شعره ونثره من اكتساب شهرة كبيرة، سواء في ألبانيا أو الخارج. كما خبر إبداعه الأدبي، الذي لم يتوقف عن التطور، كيف يستجيب لانتظارات الأدب المعاصر والأدب النقدي والقارئ. نشر إرمير نيكا مقالات نقدية عن الفن والأدب في الصحافة الدورية الألبانية، وشارك في ندوات علمية دولية، وتوج سنة 2006 بميدالية عن دوره في المؤتمر الدولي للأدب الكاداري والعالمية والبلقانية. كما نشرت وترجمت أشعاره وبعض كتاباته في مختلف الجرائد الثقافية والمجلات باللغات الإنجليزية، والفرنسية، واليابانية، والرومانية، والإيطالية. واجتذبت أعماله الأدبية اهتمام النقاد عبر أسلوبه وأصالة كتاباته. زيلكو إيفانكوفيتش (البوسنة والهرسك) هو شاعر، وقاص، وروائي، وكاتب مقالات ومسرحيات إذاعية، وناقد أدبي ومترجم. ولد سنة 1954 بالمدينة البوسنية فاريس، ويعيش حاليا في ساراييفو. تحتل مقتطفات شعره ونثره وكتاباته مساحة هامة في العديد من مختارات الأدب الكرواتي والبوسني، وهو حاصل على العديد من الجوائز الأدبية. ترجمت أعماله إلى حوالي 15 لغة. بريدراغ لوتشيك (كرواتيا) يعيش بريدراغ لوتشيك حاليا في سبليت، التي ولد بها سنة 1964. أسس سنة 1993، رفقة مجموعة من الزملاء، الأسبوعية المستقلة الساخرة «فيرال تربيون»، التي أضحت مشهورة في العالم أجمع كرمز للدفاع عن حرية الصحافة. ويشتغل بريدراغ حاليا صحافيا في يومية «نوفي ليست»، التي تصدر بمدينة ريجيكا. ويُنشر شعره ورواياته ومسرحياته بالمجلات الأدبية الكرواتية والأجنبية المتنوعة. كما ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات. علاء عادل (مصر) ولد علاء عادل بالإسكندرية سنة 1960، وتخرج في مجال الكيمياء الحيوية. نشر هذا المؤلف متعدد الأوجه، إلى جانب الشعر، عدة روايات وقصص قصيرة، كما ألف بين سنوات 1990 و2007 خمسة دواوين شعرية: «الجسد المعلق»، و»إنها تمنح طقس إرادة الحبر»، و»حياة خفية»، و»الكراسي المتقابلة»، و»النوم جيدا». كما نشر سنة 1995 رواية جديدة تحمل عنوان «خطوط الضعف»، وصدرت له سنة 2009 رواية بعنوان «ألم خفيف كأنه ريشة من طائر ينتقل بهدوء من مكان إلى آخر»، عن منشورات الشرق. بيلار غونزاليس (إسبانيا) ولدت بيلار غونزاليس، الشاعرة والمترجمة والمختصة في الحضارة الصينية، في إسبانيا سنة 1960. أصدرت أول ديوان شعري لها سنة 1997 تحت عنوان «السماء والسلطة»، الذي حصل على جائزة وزارة الثقافة الإسبانية، وأتبعته سنة 2004 بديوان «يد مخبأة في درج»، و»تحولات»، الذي حصل على جائزة كارما كوندي الدولية للشعر سنة 2005، و»انكماش» سنة 2011، و»أرغب أن تنقذني الكلمات»، التي صدرت في فرنسا سنة 2011 عن منشورات المنار ومهرجان أصوات حية. تحاضر بيلار غونزاليس منذ سنة 1998 بالجامعة المستقلة لمدريد، وتترجم العديد من الأعمال الكلاسيكية الصينية (بلغت نهاية الجائزة الدولية للترجمة سنة 2005). كارينا بنزيادة (فرنسا) ولدت كارينا بنزيادة، الكاتبة العصامية والشاعرة والمخرجة والمترجمة، بالضاحية الباريسية سنة 1978، حيث طورت عملا هجينا ومتعدد الأجناس، تخلق عبره إجراءات تصويرية متعددة التخصصات تشرك حضور المشاهدين، وتعمل ضمن عدم وضوح الحدود بين الخيال والواقع. تابعت كارينا، التي تعيش حاليا بمدينة تولوز، تكوينا في الرقص والكوميديا، بعد دراستها فنون الفرجة والموسيقى في الجامعة. كما شاركت في العديد من التداريب لدى فنانين من مختلف التوجهات، وممثلين، وكوريغرافيين، وكوميديين، وراقصين، ومصوري الفيديو، ومصورين، ونحاتين. وتعد كارينا، التي عملت بعروض متنوعة للمهرجين النشطاء، والارتجال، والرقص، والتأليف الآني، والتدخلات الحركية في الفضاء العمومي...، شاعرة ومنشطة ورشات مسرحية لفائدة الأطفال، ومترجمة للسينما. وحصلت، بوصفها مؤلفة وممثلة، على جائزة تحدي الشباب سنة 2006، ومنحة الالتزام ومساعدة باريس للمواهب الشابة. ريزا أفشار ناديري (فرنسا- إيران) رغم مولده سنة 1952 في مشهد بإقليم خراسان الإيراني، انتقل ريزا أفشار ناديري منذ سن الخامسة إلى فرنسا، وتعلم اللغة الفرنسية ك»لغة ثانية»، وأحدثت لديه الثورة الإسلامية سنة 1979 قطيعة بين وطنه إيران والخارج. ويعمل أفشار ناديري، إلى جانب تعاونه مع المجلات الجهوية الفرنسية، لحساب العديد من المنشورات المتخصصة في الأسفار بفرنسا والخارج. وهو صحافي منذ أزيد من 15 سنة، ويجوب العالم بحثا عن نصوص وصور نادرة. من جهة أخرى، يعد ريزا مناصرا ل»سْلام»، ويستخدم تكوينه الأدبي ليسرد ربورتاجاته والاضطرابات التي شهدها قرننا الحالي عبر رسم موادها باللغة العربية والإنجليزية واللغات العامية ولهجات الضواحي. كلاوديو بوزاني (إيطاليا) ولد كلاوديو بوزاني، الشاعر والروائي والعازف، سنة 1961 في مدينة جنوا الإيطالية، التي مازال مستقرا بها. عرف بقراءاته أمام الجمهور في المهرجانات الأدبية العالمية الرئيسية في أوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. ترجمت أشعاره إلى العديد من اللغات، وتحتل موقعا متميزا ضمن المختارات الأوروبية للشعر الحديث. صدرت لكلاوديو بوزاني في فرنسا الطبعة الثالثة من ديوان «سوداد أند سبلين» (منشورات لانور)، ورواية «كيت وأنا» (منشورات «la passe du vent»)، و»هذه الصفحة الممزقة» سنة 2012 عن منشورات المنار ومهرجان أصوات حية. كما ينظم كلاوديو بوزاني أيضا تظاهرات أدبية هامة في إيطاليا والخارج، من قبيل المهرجان الدولي للشعر في جنوا، الذي أسسه ويديره أيضا. عباس بيضون (لبنان) ازداد عباس بيضون، مدير الصفحات الثقافية في يومية «السفير» اللبنانية، في الشهور بالقرب من صور سنة 1945. نشر منذ سنة 1982 العشرات من المؤلفات والدواوين الشعرية والروايات، من بينها «قصيدة من صور» سنة 2002، و»قبور الزجاج» عام 2007، و»أبواب بيروت» سنة 2009 عن منشورات «ACTES SUD»، زيادة على حوارين مطولين مع محمود درويش تضمنها مؤلف «فلسطين كاستعارة» سنة 1997، و»حوارات حول الشعر» سنة 2006. وأصدر حديثا خلال سنة 2013 ديوان «مرايا فرانكنشتاين» عن منشورات «ACTES SUD».