فجّر لحسن الداودي، وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، فضيحة من العيار الثقيل تتعلق بموظفين في الإدارة المغربية حصلوا على شهادات ماستر من معهد مصريّ غير معترف به و تمكنوا، رغم ذلك، من الولوج إلى الوظيفة العمومية. وكشف الداودي، في كلمة بمناسبة توقيع اتفاقية شراكة بشأن إنجاز «قطب تكنولوجيّ للتكوين، تابعٍ لجامعة محمد الخامس -أكدال في مدينة تامسنا»، مساء أول أمس في الرباط، أنه رغم عدم اعتراف الدولة المصرية بهذا المعهد، فإنّ حاملي هذه الشهادات حصلوا على «المعادَلة»، في خطوة وصَفها الداودي ب»فوضى المعادَلات». وتعهّدَ وزير التعليم العالي بوضع حدّ لعدد من التجاوُزات الحاصلة في مجال الشهادات العليا، سواء الممنوحة في المغرب أو خارجه، موضّحاً أنه توصّل، لحظاتٍ قبيل ولوجه القاعة المحتضنة لحفل توقيع اتفاقية الشّراكة، برسالة قصيرة تتعلق بحصول طالب مغربيّ على الدكتوراه في الصيدلة من إحدى المؤسسات الأجنبية بشهادة باكلوريا -شعبة الاقتصاد، و»قبل ذلك، هناك من حصل على دكتوراه في الصيدلة بباكلوريا آداب»، يضيف الدّاودي. وتابع الوزير قائلا: «لا يمكن تحقيق أرباح مالية على حساب الطالب، لأنّ التوجه ينبني على شراكة القطاعين العامّ والخاص، وليس ببناء مؤسسة وانتظار انقضاء الشّهر للحصول على المال... واللي بْغى يْربح لفلوسْ يدير مْحلبة.. أما الجامعة فهي رسالة». وتحدّث وزير التعليم العالي عن التحدي الذي تواجهه الوزارة لإيجاد العقار الملائم لبناء الجامعات، حيث أكد أنّ «التوجه في المستقبل هو تخصيص المدن الكبرى 100 هكتار -على الأقلّ- للجامعة، و50 هكتارا بالنسبة إلى المدن الصغيرة. وتابع قائلا: «آخر ما أفكر فيه هو الجامعة، وخلال زيارتي لمدينة تازة اكتشفتُ أنه تم تحديد بقعة أرضية من 4 هكتارات بجانب إحدى الأودية».. إلى ذلك، أكد نبيل بنعبد الله، وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، أنّ «إنجاز المشروع موضوع هذه الاتفاقية، الذي سيقام على مساحة تصل إلى 12.5 هكتارا، بكلفة استثمار إجمالية قدْرها 150 مليون درهم، يتوخى خلق ديناميكية جديدة في مدينة تامسناالجديدة، بما يستجيب لحاجيات ساكنة هذه المدينة في ما يتعلق بالتكوينات في مجالات عالية التقنية والتكنولوجيا». وأبرز الوزير أنّ «هذا القطب التكنولوجي، الذي من المقرَّر أن يكون جاهزا في أفق 2015 - 2016، سيحرص على أن يتفاعل ما سيوفره من تكوينات في المجالات المذكورة مع المنشآت الصناعية المتطورة المُرتقَب إنشاؤها في المنطقة الصّناعية الكبرى في عمالة الصخيرات -تمارة ومدينة تامسنا». وأوضح بنعبد الله أن «هذه الاتفاقية، التي وقعها وزيرَا السكنى والتعمير والتعليم العالي، ووائل بنجلون، رئيس جامعة محمد الخامس -أكدال، وبدر كانوني، رئيس الإدارة الجماعية لمجموعة التهيئة العمران، تندرج في إطار برنامج تنمية مدينة «تامسنا»، الذي أعلِن عنه في 20 مارس الماضي، والذي يشمل 23 مشروعا مُهيكَلا وتجهيزات ومرافق القرب بغلاف ماليّ إجمالي يناهز 538 مليون درهم».