تعرّف نعيمة الوعاي (مدربة التنمية البشرية) الغيرة بأنها مشاعرُ طبيعية وغريزة داخلية في كل إنسان، شأنها في ذلك شأن الحب، فالقليل منها يفيد الأسرة، لكنّ الكثير منها يُفسد الحياة الأسَرية والزّوجية على الخصوص. وهناك أنواع من الغيرة: غيرة الزّوج على زوجته أو الأخ من أخته، فهذا إحساس ضروريّ في الحياة، يجعل كل طرف يشعر بالرّغبة الملحّة للتقرب والتعرّف على بعضه البعض، وهي أيضا مفتاح للدخول إلى قلوبهم والفوز بمحبّتهم وثقتهم، إن كانت غيرة محمودة ومقبولة، مصداقا لقوله تعالى «إن من الغيرة ما يحبّه الله ومنها ما يُبغضه، فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الرّيبة والغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير الرّيبة».. أما أخطر أنواع الغيرة، وفق الوعاي دائما، فهي غيرة الآباء من أبنائهم، وخاصة حينما تزيد حدّتها، إذ يمكن أن يتحول إلى مرَض نفسيّ يجب علاجه، وتحيل أسبابه المتعدّدة إلى: -عدم تقبل الزوج طرفا ثالثا بينه وبين زوجته، وهو المولود الأول، الجديد، والذي يعتبره بعض الأزواج أنه سيحتل مكانتهم؛ -عدم الثقة في النفس؛ -الإحساس بالنقص، والذي يدفع بعض الآباء إلى الغيرة من أبنائهم طمعا في إكمال النقص الذي يعانون من وجوده، ممّا يجعلهم لا يقبلون بتفوق أبنائهم ونجاحهم في حياتهم، ويصبح لديهم اهتمام مفرِط، وخاصة في ما يرتبط بتحسين مظهرهم وهندامهم؛ -إحساس الزّوج برغبة تملُّكية للزّوجة وعدم السّماح لها بأنْ تقوم بواجبه الطبيعيّ والفطري تجاه أبنائها، وخاصة ما ارتبط منه بغريزة الأمومة التي تجعل الأم تخاف على أطفالها من كل شيء بوجود مبرّر ومن دون وجوده، أو الاهتمام بهم. فهذه أساليب خاطئة في التربية، إنْ هي صدرت عن الزّوج، والذي هو في الآن نفسه أب، إذ تدمّر الأبناء، وتجعل الأمَّ غير ثابتة في معاملة أبنائها، حسب ما أكّدت مدربة التنمية البشرية، خوفا من أن تضيع زوجها، مما ينعكس سلبا على الأبناء إذ تصير طباعهم أكثرَ ميلا إلى العدوانية وعدم الانتباه والتركيز في الدّراسة.. لذا يجب على الأب -تنصح الوعاي- المشاركة في تربية الأبناء منذ الولادة وتتبّع جل مراحل نموهم وممارسة دوره كأب، ومنح طفله الحنان بدلا من الغيرة منه.. -تشجيع الزّوجة على أداء واجبها كاملا في تربية أبنائها ومساعدتها كذلك لكي تنجح في مهمّتها، كي يهنأ أبناؤها بالانفتاح على العالم المحيط بهم، لأنّ من شأن أيّ خلاف أو اختلاف بين الوالدين أن يجعل الأبناء فريسة للضّغط النفسي الشّديد، ويدفعهم أيضا إلى ارتكاب أخطاء غير محمودة؛ -محاولة الأب إيجاد نقط تصله بأبنائه وزوجته، ليكون سعيدا بهم ومعهم، ويتمكن من أداء دوره كاملا كمسؤول عن رعاية أسرته، وأيضا سببا في سعادتها ونجاحها.. -التواصل والحوار داخل البيت مع الزوجة والأبناء؛ -القناعة والابتعاد عن المؤثرات الخارجية والشهوانية؛ -تغير الاعتقادات السلبية بأفكار إيجابية، تضمَن للحياة الزّوجية والأسرية مَحبّة ومودة..