بعد كل ما قيل سابقا، وصلنا إلى أهم نقطة، والمتعلقة بالإجابة على مجموعة من أسئلتكم المتمحورة حول نوعية الأكل الذي يساعد على تقوية جهازنا المناعي والسلوكيات الصحية التي من شأنها تعويض نمطنا الرديء... إذا كان الجهاز المناعي يتأثر سلبا بنوع الغذاء الرديء، فلنوعية الطعام الجيد تأثير كبير على قوته وعلى أداء وظيفته الدفاعية، والتركيبة الغذائية جد مهمة، كون الخلايا المناعية تحتاج إلى الطاقة والبروتين والفيتامينات والأملاح. وتحتاج كذلك إلى الأوكسجين، فكلما كان الجسم فيه أوكسجين أكثر نشطت مناعته، لذلك يُنصح بتناول الخضر والفواكه وممارسة النشاط البدني وتناول الأغذية المضادة للالتهاب كتلك الغنية بحمض الأوميغا3، والموجود بنوعيه في الأسماك الدهنية، مع تجنب الدهون المشبعة التي تزيد من حمضية الدم. ولفيتامينA وB وC وE دور كبير في تقوية المناعة، حيث يساعد فيتامين A على تكوين ونشأة خلايا الجهاز للمناعي (يوجد في الخضر والفواكه التي تحتوي على البيتاكاروتين، كالجزر والمشمش والخضر الورقية الخضراء الداكنة والحبوب الكاملة …). يساعد فيتامين B على تعزيز قدرات الجهاز المناعي وعلى إتمام العمليات الحيوية داخل الجسم (يوجد في الحبوب الكاملة والشعير وبعض الفواكه كالخوخ والمشمش والتفاح واللحوم، كما يسمى الفيتامين C بفيتامين المناعة، كونه مضاد أكسدة قوي يقوي الجهاز المناعي ويدعمه (يوجد في الحمضيات، الخضر الورقية الداكنة الخضراء، الفلفل…). بالنسبة لفيتامين E، يعتبر كذلك من مضادات الأكسدة القوية (ويوجد في المكسرات، الزيوت النباتية، أصفر البيض، الحليب، الخص، الأسماك… ). إضافة إلى الفيتامينات، تلعب بعض الأملاح المعدنية كذلك دورا هاما في تقوية هذا الجهاز كعنصر الكالسيوم، والزنك، والسيلينيوم، والمغنزيوم. وإجمالا، وللحفاظ على مناعتكم، ننصحكم بتجنب العادات السيئة التي ذكرنا وعدم الخضوع لتأثير الإعلانات الغذائية التسويقية التي تضع صحتكم في آخر اهتماماتها، واستغلال التقدم العلمي فيما ينفعكم لا ما يضركم، وأكل الطعام الطري الطازج ما أمكن، فكلما ابتعدنا عن الثلاجة والمجمد كان أفضل، وأحبوا جسمكم يحبكم، لا توتروه ولا تضغطوا عليه ولا تحملوه فوق طاقته.
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية