ما هي إلا أيام وتطل علينا امتحانات نهاية العام.. وما إنْ نسمع هذه الكلمة حتى ترافقها كلمات أخرى كثيرة، مثل القلق والتوتر والخوف، بل يصل الأمر إلى إعلان «حالة الطوارئ».. كما نسمع في كثير من البيوت، ويتغيّر نمط الحياة الاعتيادي، ويصل الحال إلى حد إلغاء الكثير من الأمور الحياتية التي اعتاد عليها البيت، كالترفيه أو الخروج والتنزه أو حتى متابعة التلفزيون، مما يجعل هذه الأيام تبدو كأنها «شبح مخيف» هجم على الأسرة، ليُحول الحياة في حصنها إلى حالة من الفزع والرّعب، لا تنتهي إلا بانتهاء هذه الأيام، ومن ثم يتنفس الجميع الصّعداء لمدة، ثم يدخلون مرة أخرى في دوامة انتظار النتائج.. لماذا كل هذا القلق الذي تعيشه الأسر في هذا التوقيت من كل عام بسبب الامتحانات؟ وما أثر ذلك على الأبناء من الناحية النفسية والتربوية والصحية؟.. هذا ما توضحه لنا أمينة دومار، المهتة بالشأن التربوي وأستاذة اللغة الفرنسية في اللسلك الثانوي في مدينة الدارالبيضاء. تعلب الأم، حسب دومار، دورا مُهمّا فى مساعدة أبنائها في التعامل مع ضغوط وقلق الامتحانات. وتعتبر فترة الاختبارات المدرسية أو الامتحانات من أكثر الفترات التى يشعر فيها الطفل بالقلق وبالضغوط الملقاة على عاتقه، ولذلك فإنه سيحتاج فى تلك الفترة بالتأكيد، وفق دومار دائما، إلى دعم ومساندة من الأسرة، وخاصة من والدته. وتزود الأمهات، على الخصوص، بجملة من النصائح والأفكار التى من شأنها مساعدة الأطفال على التخفيف من ضغوط الامتحانات وتوفير الجو المناسب له. -ساعدى طفلك على أنْ يكون إيجابيا، حتى لو كان «خائفا» من الامتحان، لأنّ ذلك سيساعده على أن يكون واثقا من نفسه، وبالتالي لن يشعر بضغط كبير؛ -ابحثى عن العلامات التى تدلّ على أنّ طفلك قلق بسبب الامتحانات، حيث لا ينام جيدا ويكون فاقدا للشهية ودائم القلق والشعور بالإحباط، كما أنه قد يصاب بالصّداع وبآلالام في البطن، وفى ذلك الوقت على الطفل أن يجد المساندة والدّعم من الأهل والأصدقاء وحتى المعلمين فى المدرسة؛ -اهتمى اهتماما خاصا بنظام طفلك الغذائيّ خلال فترة الامتحانات، فهناك من الأمّهات لا يُعِرن الأمر أهمية، بيد أنه مهمّ للغاية من أجل مساعدته على اجتياز الإمتحانات بنجاح؛ -لا تصرُخى فى وجه طفلك خلال فترة الامتحانات إذا ارتكب بعض الأخطاء، بل حاولي أن تدعميه حتى لا يؤثر شعوره بالقلق على أدائه فى الامتحانات؛ -احرصي على أن ينام طفلك بما يكفي، لأنّ النوم يساعده على التفكير والتركيز بطريقة أفضل، ولتعلم كلّ أم أنّ السهر لساعات متأخرة قبيل الامتحان لن يمكّن ابنها من اجتياز الإمتحان بشكل جيد؛ -احرصي على أن يكون طفلك نشيطا خلال فترة الامتحانات مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ التمارين الرياضية سترفع من مستويات الطاقة والنشاط عند الطفل، مما سيجعل ذهنه أكثرَ صفاء وشعورَه بالضغوطات والقلق أقلّ.. وتختم أمينة دومار بأنه من الأفضل لأبنائنا أن يستعدوا للامتحانات منذ بداية العام الدراسي، ولا يؤجلوا مراجعة دروسهم إلى أيام قليلة قبل الامتحانات، كي لا يقعوا فريسة للضّغط، القلق والاكتئاب، ولذلك تشدّد دومار على أهمية الإاستعداد النفسيّ الجيد للأبناء، حتى تمر هذه الأيام بشكل طبيعي.. وأشارت محدّثتُنا إلى أنّ أهم ما يحتاجه الأبناء في فترة الامتحان، بشكل خاص، هو الحب غير المشروط، واعتبار فترة الامتحانات فرصة تربوية أكثرَ منها مرحلة لسيطرة القلق والتوتر على الأبناء والآباء معاً..