نساءٌ لا يستطعن العيش من دون رجل، فما إنْ تخرج الواحدة منهنّ من تجربة زواج، سواء كان بترمل أو طلاق، حتى تدخل غمار تجربة أخرى، لأنّ الحياة بدون رجُل بالنسبة إليهنّ زائفة ولا تستحقّ أن تعاش، وإن تعدّدت التجارب الزوجية وتكرّر الفشل.. فهنّ لا ينظرن إلى الوراء ولا يكترثن لحكم المجتمع، الذي يصفهنّ بكونهنّ ذوات نزوات ولا يصلحن لتكوين أسرة مستقرة. «المساء» التقت نساء لم يمنعهنّ حياؤهن من البوح بحاجتهنّ إلى العيش رفقة زوج يلبّي رغباتهن المتنوعة، خاصة العاطفية، وتسرد قصصهنّ من خلال التحقيق التالي.. بدأت ثريا حكايتها قائلة: «تزوجتُ أربع مرّات وحصلت، في كل الزيجات، على وثيقة طلاقي، وفي كل مرة أمنّي نفسي برجل أحسنَ من الذي سبقه، زوج بمواصفات أبي، حيث الحنان والدفء وتحمّل المسؤولية، أما اليوم فهناك أزواج يريدون من المرأة أن تمنحهم كلَّ شيء، وبوظائف متعدّدة، فهي الخادمة والزوجة والأم والموظفة، التي تؤمّن لهم راتبا شهريا يساعدهم على أداء فواتير القروض الشّهرية.. واقع تصفه ثريا بغير المُرضي لها، لكونها تريد رجلا يتحمّل مسؤوليته الكاملة، ويوفر لها احتياجاتها المادية والمعنوية وتحسّ معه بأنها «أثنى وفي حضن رجل».. وتواصل ثريا، التي تعمل مديرة شركة خاصة، في سرد حكاية فشلها لأربع مرات، قائلة: «تزوجتُ، في البداية من رجل عشقته، لكنه أذاقني الويل لطمعه في راتبي الشّهري بحجة أنني أبذره ولا أحسن تدبيره، علما أنه يفوق راتبه مرتين، الشيء الذي جعله يفكر في وسائلَ عدة ليَحرمني منه، لذلك فكرت في الطلاق منه عوض تضييع سنوات عُمري الباقية في ظلّ رجل لا يشدّه نحوي إلا راتبي الشهري.. أمّا زوجي الثاني، ذو المال والجاه، الذي بذل كل ما في وسعه ليجعل مني «خادمة» له في البيت، أسهر على تلبية طلباته والتخلي عن وظيفتي، فقد رفضت ماله وفضّلت الانفصال عنه».. وتختم ثريا قائلة: «أمّا الزيجة الثالثة فكانت من مهاجر في أمريكا لم يُكتب لها الاستمرار لرفضه أن ألتحق به، بخلاف الزّيجة الرابعة، التي كانت من زوج شديد التديّن، أجبرني على ارتداء النقاب، فأجبرته على تطليقي».. زواج واحد لا يكفي حليمة (اسم مستعار) لسيدة تبلغ من العمر 32 سنة، سكرتيرة في شركة خاصة، حصلت على طلاقها ثلاث مرات.. بدأتْ «حكاية» حليمة حين طلاقها من الزوج الأول، الذي كان يكبرها بعدة سنوات وإنجابها منه ثلاثة أبناء، تخلت عن حضانتها لهم لتُواصل رحلتها في البحث عن الزّوج المثالي.. وفي كل مرة كانت حليمة تصاب بخيبة أمل، حينما لا تجد ما كانت تطمح إليه من مواصفات في الزوج، الذي تحرص على اختياره بعناية.. تفصح حليمة عن حاجتها إلى الزواج كل مرة رغم فشلها إلى الآن في «إيجاد» الرّجُل الذي يمكنه احتواؤها وتلبية حاجاتها المادية والمعنوية، لكونها أنثى لها معايير مُعيّنة في من تختاره ليكون شريكا لها وينسجم مع رغباتها في الحصول على الحبّ الجامح.. حقيقة لا تكتشفها حليمة إلا بعد مرور الشهور الأولى للتجارب الزوجية الثلاث التي حصلت فيها كلها على وثيقة طلاقها، بعد أن تحسّ بأنّ الحب الصادق والجامح قد أصابه الفتور، وتبدأ في الاستعداد للانفصال، وكلها أمل في البحث عن زوج يمنحها ما خاب أملها في الحصول عليه خلال التجارب السّابقة. «عشاقة ملالة».. تزوجت سعاد أكثرَ من خمس مرات.. وفي كل مرة كانت تضيق ذرعا بالزّوج، لتتركه وتطلب الطلاق منه، وغالبا بحجّة غير مُقْنعة، قالت سعاد: «أنا من طبعي عْشّاقة مْلالة».. مضيفة «وإلى حد السّاعة لم أستطع العثور على رجُل يرضي غروري كامرأة تريد أن تعيش الحياة، وليس لتصبح «خادمة» في بيت رجل تسهر على تلبية رغباته في المطبخ ونزواته في السّرير!».. في السياق ذاته أكد مجموعة من الدّارسين للواقع المجتمعيّ المغربي أن تعدُّد الزيّجات بالنسبة إلى المرأة لا يمكن من خلاله المُجازفة في الحكم على المرأة بكونها تعاني من مرض نفسيّ، نظرا إلى ما تعانيه المُطلّقة في المجتمع المغربيّ، برفضه لها والنيل منها أينما حلّت وارتحلت، الأمر الذي يجعلها تقْبل على الزواج من صاحب أول عرْض، فقط حتى تقيّ نفسها من أقاويل الناس، التي تزكي لديها الإحساس بالفشل الوجدانيّ، وتزيد من حاجتها إلى من يُساندها في وحدتها، فترتبط بأول رجل يطلب يدها للزّواج، لتحقق الاكتمال في إطار شرعيّ، يلبي جل رغباتها المكبوتة ويُسكت الأفواه عنها.. بينما هناك حالات نساء قد تكون إصابة الواحدة منهنّ بالهستيريا، سببا وراء الزّواج المتكرّر، الذي سرعان ما تساهم في فسخه بعد إصابتها ببرود جنسيّ وعاطفيّ تجاه من ارتبطت به، لتتطلع إلى «تغيير» الزّوج بمن تراه أحسن منه.. ثم هناك القلق المرَضيّ، الذي يجعل بعضهن يُقبلن على الزّواج كل مرة نتيجة خوفهن اللاإرادي من المجهول، اعتقادا منهنّ أنّ راحتهنّ لا تتحقق إلى في ظل وجود أزواج بجانبهنّ..
دراسة
أكدت دراسة حديثة في جامعة لوجانو السويسرية أنّ الزواج يُطيل عمْر الرجال والنساء، وأنّ له فوائد صحية متعددة منها: الوقاية من الصّداع العارض والمُزمن وتزكية الشعور النفسي بالعلاقة المُستقرّة والساهمة في تخفيف حدة توتر الجسم وإفراز هرمونات السّعادة بكمّ أكبرَ من هرمونات القلق والخوف والحزن، وكذا المساعدة على علاج الأرَق وقلة ساعات النوم.. كما يعتبر العلماء الزواج خيرَ علاج لتساقُط الشَّعر.