أربعون سنة وهو يشتغل صحافيا بالإذاعة والتلفزة المغربية، ولم يعط حوارا صحافيا واحدا. بدأ بقراءة الشعر والقصة والمسرح على أثير الإذاعة قبل أن يمر إلى تقديم نشرة الأخبار الرئيسية ومنها إلى تغطية الأنشطة الملكية وصولا إلى برنامج حوار. مصطفى العلوي حصل على التقاعد الإداري، لكن الجميع يعلم بأن قرار هذا الشخص الاعتزال ليس بيده، لأنه ببساطة ليس كباقي الصحافيين، إنه «مسقط الطائرات» وأحيانا «مولاي»، كما يحلو لبعضهم أن يلقبه، يتحدث لأول مرة في هذه الحلقات عما يقارب نصف قرن من العمل الصحافي داخل قناة دار البريهي. - لنبقى في المجال السياسي، ما دمت صرحت بأنك مقبل على خوض غمار السياسة، لماذا اخترت حزب الهمة وليس الاتحاد الاشتراكي أو العدالة والتنمية؟ < الأصالة والمعاصرة خلق دينامية في الحياة السياسية، وقاعدة هذا الحزب هي جمعية حركة لكل الديمقراطيين، والتي تضم مجموعة من الأشخاص المؤمنين بالحق في الاختلاف، وكما سبق وقلت لك، الهمة فاعل سياسي قلب المشهد السياسي المغربي، وأثار جدلا سياسيا كبيرا، وقلت أيضا إنه خلق «الفعل»، واستنفر القيادات السياسية بمشروع مجتمعي، وأثار نقاشا في الوسط السياسي المغربي. - من جهة أخرى، هل بالفعل قلت لعبد العزيز الرباح، القيادي بالعدالة والتنمية إن «هناك فيتو ضد المساء في برنامج حوار»؟ < لقد تم توضيح سوء الفهم هذا من قبل السي الرباح مباشرة في حلقة حوار الأخيرة. - اشتغلت لمدة أربعين سنة في الصحافة ولم تعط حوارا صحفيا واحدا، لماذا؟ < الآن تحللت من جميع المسؤوليات الإدارية، ومن حقي أن أكتب مذكراتي أو أن أدلي بتصريحات أو حوارات صحفية. - من يعرفونك يقولون إنك تهضم الصحف يوميا دون كلل؟ < هذا أمر ضروري. كاين شي صحافي ماكيقراش الصحف؟ أنا كنقرا كلشي: «التجديد» و«العلم» و»الاتحاد الاشتراكي» و»المساء» و»البيان» و»الجريدة الأولى» و»الأحداث المغربية»، وأصر على مطالعة هذه الأخيرة خصوصا باش نعرف الزميل ديالي آش كيكتب عليا (يضحك)، ولكنني أعرف أنه من الحب ما قتل. وأقرأ الأسبوعيات بطبيعة الحال: «الحياة» و«المشعل» و«لوجورنال» و«نيشان» و«تيل كيل»، وأنا مدمن على افتتاحية الزميل نور الدين مفتاح... وكنقرا للسي آريري في «الوطن الآن»، والذي سبق أن كتب «كيقلبو على براح جديد» زعما أنا. واش هوما عندهم سلعة خاترة ويفرطو فيها (يضحك). - بعد نشر كل حلقة من حلقات كرسي الاعتراف المخصصة لك كانت تكتب العديد من التعليقات ومن بينها أنك تشتغل بذكاء مع بعض الصحف والمجلات لتلميع صورتك، ما هو تعليقك؟ < أنا لا أحتاج إلى تلميع صورتي في الأيام الأخيرة من أيامي الإدارية، وأعتبر أن أفضل من لمع صورتي هم أصحاب «مسقط الطائرات» و«مولاي»، وجازاهم الله خيرا. - في النهاية، ألم تندم على أي شيء طيلة 40 سنة من العمل الصحفي؟ <لم أندم على أي شيء. سنوات المهنة أعطتني الكثير وأخذت مني الكثير خصوصا من الوقت الذي أقضيه مع أبنائي، وأنا مدين كثيرا لزوجتي لالة فوزية الركيبية، لأنها فضلت أن تقوم بالمغادرة الطوعية لكي تكون أكثر قربا من أحمد والمهدي وفاطمة الزهراء. وأرى أن هذا السؤال الختامي فيه «إن»، بحال يلا أنا صافي ساليت. كما قلت لك في البداية، أنا قطعت مرحلة ومازالت هناك مراحل، وباقي العاطي يعطي.