هناك سؤال كثيرا ما نطرحه، هو لماذا نمرض؟ والإجابة عن ذلك أننا نمرض لأن الجسم تسمم، فتتساءلون باستغراب، كيف للجسم الذي ينقي نفسه يوما بعد يوم أن يمرض، إذن؟ والجواب هو عندما تشحن الأعضاء المسؤولة عن تنقية الجسم كالرئتين، والكلي، والجلد، والكبد، والأمعاء، بالسموم، فذلك يؤدي إلى ظهور الأمراض. وتبقى هذه السموم متراكمة في الجسم، وبعد تخلصه منها، تبقى بعض المكروبات تتكاثر، فنصاب بمرض معين، وبالتالي فهذه الميكروبات تعمل كجامعة لنفايات الجسم، مما يجعلها أحيانا ضرورية لحفظ توازنه، غير أنه في حالة الاستهلاك المكثف للأغذية الضارة والأدوية الكيماوية، يمنع الجسم من التخلص من سمومه، فتتراكم أكثر فأكثر، ولا يستطيع الجهاز المناعي أداء وظيفته، فتتطور الأورام وتتراكم المواد السامة، فتسد الشرايين (أمراض القلب والشرايين)، وتتأثر الأعضاء (الأمراض التنكسية) والمفاصل (التهابات المفاصل). ولا يمكننا التحكم في التعفنات الفيروسية والبكتيرية، فتصير أكثر تهديدا لحياتنا، وأثناء ذلك، لا يتوقف الجسم عن محاولة طرد سمومه وترجمة ذلك بالعديد من الأمراض الحادة، وبدل تغيير عاداتنا الغذائية ومساعدة جسمنا على تنقية ذاته، نزيد في تسميمه بالأكل الكثير والضار، مع الاعتقاد أننا سنشفى بكميات الدواء الهائلة بمختلف أنواعها وأشكالها وأحجامها، فنستمر في متابعة هذه العادات لتتطور الأمراض فتصير الأدوية غير كافية وغير قادرة على علاجها، فتأتي مرحلة الجراحة التي تستأصل العضو تلو الآخر، ثم يأتي الموت بعدها ليضع نهاية للجهل والألم. وختاما، نقول إن الغذاء الصحي ليس كما يعتبره الكثيرون ريجيما إجباريا يفقدكم المتعة ويشعركم بالإحباط والحرمان، بل هو نمط حياة لابد أن نتربى ونربي أبناءنا عليه، عند ذلك فقط سوف نكتشف أنه المتعة عينها، واللذة والفائدة التي تُمكننا من العيش بصحة جيدة.
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية