صنع سائقو سيارات الأجرة «الحدَث» خلال مسيرات عيد الشغل، التي شهدتها طنجة أمس الأربعاء، بعدما قطعت سياراتهم أكبرَ شوارع المدينة، في حين كان حضور عمّال الشركات الخاصة قويا، بينما تزعَّمَ وزير الشؤون العامة والحكامة، محمد نجيب بوليف، مسيرة «نقابة الإسلاميين». ووقفت أكثرُ من 250 سيارة أجرة كبيرة، وسط شارع محمد الخامس، أهمّ شوارع طنجة، لتكون بذلك احتجاجات السائقين أهمَّ ما ميّز مسيرة فاتح ماي للكونفدرالية الديموقراطية للشغل، حيث طالب سائقو سيارات الأجرة الصغيرة وسائقو الطاكسيات الكبيرة العاملة في المجال الحضري وفي ضواحي طنجة رئيسَ الحكومة عبد الإله بنكيران بإحداث لجنة عليا تتدخّل بين السائقين المهنيين ومُشغّليهم، للحدّ من الضغط المُستمرّ عليهم. ودعا سائقو سيارات الأجرة، أيضا، إلى تفعيل الشق الاجتماعي من مدونة السير وتعديل بعض بنودها، كما طالبوا وزير العدل ب»الأخذ بعين الاعتبار الضغط المفتعَل على السائقين»، الذي أدى إلى تورّطهم في حوادث السير. واكتفى مهنيو النقل بتوزيع بيان يضمّ مطالبهم، دون ترديد شعارات أو رفع لافتات، للتعبير على ما اعتبروه «سخط واستياء السّائقين المهنيين من التهميش المُستمرّ». مسيرة أخرى لفتت الانتباه في طنجة أيضا، هي تلك التي نظمها الفرع المحلي للاتحاد المغربي للشغل، والتي عرفت نزولا مكثفا للعاملين في الشّركات الخاصة، وفي مقدمتها شركة «أمانديس» الفرنسية لتوزيع الماء والكهرباء، وشركتا «أوروغيت» و»APM»، المسيرتان لرصيفَي ميناء طنجة المتوسطي، إضافة إلى عمّال شركة المشروبات الغازية «كوكاكولا». وحمل المشاركون في المسيرة المذكورة شعارات تندّد ب»تعسّف أصحاب الشركات الخاصة»، وبعدم تقنين أوضاع مجموعة من العمال، وعدم توصل آخرين بمستحقاتهم المالية. كما رفعوا شعارات مُندّدة بالحكومة الحالية ومطالِبة برحيل رئيس الحكومة، من قبيل «مَا دارْ والو.. يْمشي فحالو». وتزعَّمَ الوزير المُنتدَب المكلف بالشؤون العامة والحكامة، محمد نجيب بوليف، مسيرة الاتحاد الوطني للشغل في طنجة، التي يتحدّر منها، وهي المسيرة التي غلب عليها حضور عمال نظام الإنعاش الوطني. وقد عرفت المسيرة رفع شعارات مطالبة بتسوية وضعية العمال التابعين للشركات الخاصة وبتحسين رواتب ومعاشات عمال الإنعاش الوطني. من جانبها، وضعت الفدرالية الديمقراطية للشغل في طنجة شعارا بعيدا عن الشأن الاجتماعي والسياسي المغربي، عندما رفعت عبارة «الدّفاع عن وحدة سوريا واجب مُقدَّس على الأمتين العربية والإسلامية»، كشعار مركزيٍّ لمسيرتها، إلى جانب الشّعار الوطني: «الوحدة النقابية لتحقيق الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية». وشهدت المسيرة ترديد شعارات رافضة للمسّ بالحق في العمل النقابي، ومندّدة ب»التهرُّب» من فتح حوار مع المؤسسات العمومية وشبهِ العمومية.