اتهم خليل الدخيل، والي جهة العيون -بوجدور -الساقية الحمراء، المجموعات المُتورّطة في أعمال العنف والتخريب، التي شهدتها مدينة العيون منذ ثلاثة أيام، باستغلال الأطفال والقاصرين ودفعهم إلى «استفزاز» القوات العمومية. وأعلن الدخيل، في لقاء مع الصّحافة، مساء أول أمس في مدينة العيون، أنّ عدد الإصابات في صفوف قوات الأمن العمومية، إثر أعمال الرّشق بالحجارة من طرف بعض المجموعات في مدينة العيون خلّفتْ أكثر من 20 إصابة متفاوتة الخطورة. وأوضح الدخيل أنه «تم اللجوء إلى الرشق بالحجارة والوقفات غير المشروعة، حيث تم دفع كميات من الأموال لأطفال لا يتجاوز سنهم ال14 وال15 سنة لاستفزاز قوات الأمن»، مشيرا إلى أنّ «لدى القوات العمومية تعليماتٌ لضبط النفس ومسؤولية ومعنويات عالية، وهي مُسيطرة على أعصابها وتحاول ألا تخترق القانون، الذي يجب عليها أن تحترمه». وأوضح والي جهة العيون، الذي يتحدّر من المدينة ذاتها، أنّ «هذه المجموعات، التي يتراوح عددها بين 200 و300 شخص، هي مجموعات لها مشاكل مع العدالة سابقا أو كانت في السّجون، ولا علاقة لها بملفّ الصحراء، بل إنها تنتمي إلى أقاليم أخرى، إما من كلميم أو طانطان أو أسا». وتابع المتحدّث ذاتُه قائلا: «لقد قررنا مصيرنا، ومواقفنا واضحة، لأنّ الوحدة هي وحدتنا والمصلحة مصلحتنا وندافع عن المغرب كدولة كبيرة، لأنّ في ذلك مصلحتنا ومصلحة أبنائنا»، معتبراً أنّ «الديمقراطية والحرية اللتين عرفهما المغرب منذ تربّع الملك محمد السادس على العرش استعملتا ضد المغرب من طرف بعض المجموعات». وفي السياق ذاته، علمت «المساء» من مصدر مسؤول أنّ عددا من سيارات الأمن طالها التخريب بسبب الرشق المكثف بالحجارة، فيما شهدت مدينتا السمارة وبوجدور أحداثا مماثلة أوقعت عشرات الإصابات في صفوف قوات الأمن العمومية. وأوردت مصادرنا أنّ المجموعات المُتورّطة في هذه الأفعال استغلت تواجد ممثلتين عن منظمة العفو الدولية لاستفزز قوات الأمن. وأكد الدخيل أنّ الوضع مُسيطَر عليه، وأنّ الأحداث التي شهدتها المدينة تقتصر على بعض الأحياء المعروفة بمثل هذه التحرّكات، غير أنّ قوات الأمن، يضيف مصدرنا، تحاول الإبقاء على قدْر كبير من ضبط النفس رغم الاستفزازات التي تتعرّض لها من أجل الوقوع في أخطاء تستغلها هذه المجموعات». وحسب مصادر طبية فقد استقبل مستشفى المدينة طفلا مصابا في حوالي ال15 من عمره. ولم يُفوّت والي جهة العيون فرصة تواجده مع الصّحافة الوطنية دون أن يشير بأصابع الاتهام إلى الجزائر، المُتورّطة في استمرار هذا الملف، حيث قال: «خلال الحرب الباردة قدّم نظام معمر القذافي السلاح والأموال ربما لأسباب إيديولوجية أو إستراتيجيه، وقدّمت الجزائر، أيضا، الأرض والأموال والسلاح والدعم الدبلوماسي للمطالبين بتقرير المصير في الصحراء».