شهدت مدينة الزاك التي تبعد بحوالي 75 كلمترا عن أسا مركز الإقليم أعمال شغب وعنف خطيرين كان أبطالها شباب ملثم قاموا باقتحام باشوية المدينة وأضرموا النار بمقرها وبمكتبين موجودين بها وهما على التوالي مكتب الشواهد الإدارية الذي أحرقت جميع الوثائق الموجودة به. وكان نفس الشيء مصير مكتب أعوان السلطة، حيث أحرق المعتدون جميع محتوياته وكذا مكتب خاص بصرف مستحقات عمال الإنعاش الوطني، زيادة على تعريض المكتب الخاص للباشا للتخريب قبل أن يعرجوا على مقر الدائرة وكسروا وأتلفوا زجاجها كما ألحقوا خسائر فادحة بها. ونفس الشيء بسيارة الباشا التي تعرضت هي الأخرى للكسر والإتلاف، إضافة إلى حرق دراجة نارية في ملكية أحد الموظفين وتعريض آخر للعنف الجسدي الشيء الذي تطلب نقله إلى المستشفى المحلي لتلقي العلاجات كما أصيب بهذه الأحداث كذلك مسؤول عسكري حسب مصدر مقرب. وتزامنت أو رافقت عملية إضرام النار إلحاق خسائر فاضحة بملكية الدولة، رشق متواصل بالحجارة من طرف هؤلاء وقاصرين يؤازرونهم كانوا جميعا ملثمون حسب شهود عيان وأدى ذلك إلى إصابة إحدى الحافلات من نوع سوبراتور إصابات أدت إلى كسر وإتلاف زجاجها الأمامي. واستمرت هذه العملية التخريبية الإجرامية لأزيد من ساعة والنصف قبل أن يتفرق مرتكبيها لتعمل الوقاية المدنية على إخماد هذه الحرائق والسيطرة عليها. ومباشرة بعد إعلامه حل بعين المكان عامل إقليم أسا الزاك مرفوقا بقوات من الدرك الملكي والقوات المساعدة الذين وقفوا على حجم الخسائر البالغة التي ألحقت أو طالت مؤسسات الدولة نتيجة أعمال عنف وشغب لم يشهدها الإقليم من قبل، هذه الأفعال التي كانت مدبرة وتم الاستعداد لها جيدا يقول مصدر من عين المكان ،كما تم القيام بعمليات تمشيط واسعة رافقها بحث مكثف بغية التوصل إلى المتورطين. وفي أخر التطورات تمكنت الجهة المعنية بالتحقيقات في هذا الحادث من إيقاف أحد المشتبه بهم حيث أخضع لتحقيق وبحث موسعين أفضى من خلاله المحققون إلى التوصل إلى هوية باقي الجنات حيث يسابقون الآن الزمن من أجل إيقافهم، وذلك على خلفية عمليات التعدي والتخريب التي طالت مؤسسات الدولة. وتأتي هذه الأحداث التي تزامنت مع محاكمات المتورطين في ملف «إكديم إيزيك»، بعد أخرى عرفتها مدينة كلميم، حين اندلعت مواجهات بشارع الجديد أكبر معقل للاحتجاجات المدفوعة بكلميم ما بين الأمن وبين مجموعة من الشباب والقاصرين المدفوعين، تخللها رشق بوابل من الحجارة لهذه القوات من طرف هذه المجموعة لتنطلق عملية الكر والفر بينهما، حيث ستعمل على مطاردتهم أكثر من مرة في أحياء وأزقة متفرقة تابعة لهذا الشارع. واستمرت هذه المناوشات أزيد من ساعة والنصف قبل أن تنجح هذه القوات في السيطرة على الوضع وتعمل على إحباط محاولة حرق إطارات العجلات، وهي المرة الأولى الذي تتم فيها السيطرة على أعمال الشغب هذه قبل أن تتطور. كما رافق هذه العملية إغلاق لجميع المحلات التجارية وغيرها خوفا دائما من اقتحامها من طرف هؤلاء المشاغبين. صباح الفيلالي