أكد المكتب البريطاني لدراسات الذكاء الاقتصادي (أوكسفورد بيزنس غروب) أن خطوط القطار فائق السرعة (تي جي في) ستمكن المغرب من مؤهلات هامة جدا، تساهم في تحريك عجلة تطور القطاع الصناعي المحلي. وأبرزت «أوكسفورد بيزنس غروب»، وهي مجموعة تفكير مرموقة على الصعيد الدولي، أن شبكة القطارات فائقة السرعة بالمغرب، التي ستمتد على مسافة 1500 كلم، ستزداد أهمية ومردودية حين تشرع دول الجوار في التفكير في الحصول على خطوط للقطارات فائقة السرعة. وأشارت المجموعة إلى أن المغرب شرع منذ أكثر من عشر سنوات في الإعداد لإطلاق شبكة القطارات فائقة السرعة (تي جي في). وأبرزت في هذا السياق أن المغرب انكب منذ سنة 2003 على العمل بشراكة مع فرنسا بهدف الحصول على شبكة للسكك الحديدية فائقة السرعة تكون الأسرع من نوعها على مستوى القارة الإفريقية، تتمكن من تجاوز شبكة القطار السريع (غورتان) في جنوب إفريقيا، مشيرة إلى التوقيع في بداية شهر أبريل على اتفاقيتين بين المكتب الوطني للسكك الحديدية والشركة الوطنية للسكك الحديدية في فرنسا، على هامش زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب. كما تم التوقيع خلال نفس الزيارة على ثلاث اتفاقيات تهم بالخصوص تجهيزات خط القطار فائق السرعة، الذي يتم إنجازه حاليا، ولاسيما تلك الخاصة بأنظمة التشوير والاتصالات، وسلاسل الأسلاك النحاسية، والتجهيزات الالكترونية . وأبرزت «أوكسفورد بيزنس غروب» أن الربط السككي للقطار فائق السرعة يسعى إلى أن يشكل عاملا مكملا لشبكة السكك الحديدة الحالية بالمغرب وليس بديلا عنها، مضيفة أن المملكة تتوفر على شبكة واسعة تمتد على مسافة 4000 كلم. وأضافت مجموعة التفكير البريطانية أن حركة النقل السككي للبضائع عرفت تطورا مهما بالمغرب، وينتظر أن تسير في نفس المنحى التصاعدي بفضل أنشطة الموانئ الرئيسية للمملكة، مشيرة إلى أن الأنشطة التجارية لميناء طنجة المتوسط، والتي تتزامن مع تطور كبير في الأنشطة الصناعية بالمنطقة، ساهمت في رفع حجم حركة النقل السككي للبضائع إلى 37 مليون طن سنة 2012. وأبرز المصدر ذاته أن الآفاق الاقتصادية الواعدة جدا، وكذا الشروع في استغلال المحطة اللوجيستية الجديدة بالقرب من ميناء الدارالبيضاء، سيمكن النقل السككي للبضائع من تحقيق نمو هام خلال سنة 2013.