في آخر إحصائيات للمكتب الوطني المغربي للسياحة ومن خلال استطلاع للرأي شمل عينة من السياح الأجانب الذين زاروا المغرب، سجل المكتب أن نسبة رجوع السياح إلى المغرب تقارب النسبة المسجلة بتركيا، حيث يعود السائح إلى المملكة بمعدل2.31 مرة، لكنها تظل أقل بكثير من النسبة المسجلة في إسبانيا التي يرجع إليها السائح لأكثر من 5 مرات وإيطاليا بمعدل 4.35 واليونان 2.67، لكن المغرب يعتبر أفضل من تونس التي لا يتعدى نسبة رجوع السائح إليها 1.74 ومصر 1.7. ويأتي السياح الإسبانيون في المقدمة بنسبة رجوع تقارب 3.41 مرات والفرنسيون بمعدل 2.56، بينما لا تتعدى النسبة 1.91 بالنسبة إلى الألمان و1.41 إلى البريطانيين. أرقام المكتب الوطني المغربي للسياحة أفادت بأن السائح الأجنبي الذي يزور المغرب يصرف حوالي 935 دولارا مقابل 838 دولارا في مصر و804 دولارات في تركيا و354 دولارا فقط في تونس. وسجل المكتب أن المغرب وتونس متقاربان في أعداد السياح الذين زاروا البلدين، لكن المغرب يتفوق على تونس في المداخيل الخاصة بهذا القطاع الحيوي بما يقارب 1.63 مليار أورو لتونس و4.43 ملايير أورو بالنسبة إلى المغرب إلى غاية أكتوبر 2008. متوسط أعمار السياح الذين زاروا المغرب خلال سنة 2008 لا يتعدى 40 سنة، وتتزايد هذه النسبة خاصة عند السياح الوافدين من بلدان أوربا، مثل فرنسا وإنجلترا 44 سنة، وبريطانيا 46 سنة، وإيطاليا 41 سنة. وبالنسبة إلى الجنس، سجل المكتب أن نصف السياح القادمين إلى المغرب هم من النساء، وأن 26 في المائة من السياح عازبون، بينما 64 في المائة منهم متزوجون. وكشفت إحصائيات المكتب أن المغرب لا يعتبر وجهة للمتقاعدين فقط كما يخيل لكثير من المغاربة، حيث إن السياح الذين يتوفرون على التقاعد لا يمثلون سوى 11 في المائة، ويحتل المقدمة المتقاعدون البريطانيون والبلجيكيون، بينما 9 في المائة هم طلبة. وبالنسبة إلى المستوى الدراسي لسياح المملكة في 2008، فإن أغلبهم من ذوي الشهادات العليا، حيث 45 في المائة منهم يتوفرون على دبلوم عالي، بينما 28 في المائة منهم من ذوي الشهادة الابتدائية فقط. أرقام المكتب، التي نشرت مؤخرا ولأول مرة، أماطت اللثام كذلك عن متوسط دخل السائح الوافد إلى أرض المملكة، حيث يقارب 42 ألف أورو في السنة، لكن مع فوارق حسب الدول، حيث نجد أنها تصل إلى 58 ألف أورو بالنسبة للبريطانيين، و55 ألف أورو للسياح الألمان، و44 ألف أورو للفرنسيين. ويفضل السياح الوافدون صنف السياحة الثقافية، حيث بلغت نسبتهم 24 في المائة، بينما سياحة الشواطئ لم تزد على 22 في المائة، وعبرت نسبة 15 في المائة عن كونها مهتمة بالسياحة الصحية، أما السياحة التي تتغنى بالطبيعة الخلابة المغربية فلم تستهو سوى 10 في المائة من السياح الوافدين إلى المغرب في 2008، فيما جلبت السياحة الرياضية جلبت نسبة 6 في المائة فقط. وسجل تقرير المكتب الوطني المغربي للسياحة أن الأنترنيت أصبحت تجلب نسبة مهمة من السياح، حيث 28 في المائة منهم يشترون سفرياتهم عن طريق الانترنيت مباشرة، بينما نسبة 18 في المائة يشترونها مباشرة من الفندق حيث يحجزون إقاماتهم، ونسبة 28 في المائة يشترون سفرهم مباشرة بدون أي وسيط. وبالنسبة إلى استطلاع الرأي الذي أنجزه المكتب، فإن 74 في المائة من السياح راضون عن إقامتهم بالمغرب، بينما نسبة 25 في المائة عبرت عن كونها غير راضية عن سفرها الذي خصصته لزيارة المغرب. هذا، وقد بلغ عدد السياح خلال السنة الماضية وإلى غاية 5 يناير الحالي حوالي 8 ملايين سائح، حيث استقبلت السائحة رقم 8 ملايين بمطار مراكش المنارة الأسبوع الماضي، وبذلك سجلت أرقام السياحة بالمغرب زيادة بنسبة 7 في المائة مقارنة بسنة 2007. وتراهن وزارة السياحة والصناعة التقليدية على برنامج «كاب 2009», للحد من الانعكاسات السلبية المتوقع أن تترتب عن قطاع السياحة بالمغرب خلال هذه السنة جراء تداعيات الأزمة المالية العالمية، حيث أعلنت أنه تم اتخاذ سلسلة من التدابير الملموسة للحد من التداعيات السلبية للظرفية المالية والاقتصادية الدولية على السياحة المغربية وتمكين القطاع من رفع التحديات التي ستواجهه في 2009، بإطلاق إجراءات جهوية للقرب بهدف إعطاء حيوية للنشاط السياحي في أربع جهات ذات أولوية، هي مراكش وفاس والدارالبيضاء وأكادير.