لم تقتصر فعاليات الاحتفال بيوم الأسير الفلسطيني على العاصمة المصرية القاهرة، بل امتدت إلى عدد من محافظات مصر لتستقر في محافظة كفر الشيخ بشمال الدلتا، حيث نظمت جامعتها، أول أمس الثلاثاء، ندوة في هذا الشأن عقدت تحت عنوان «حرية الأسرى من كرامة المسرى». وشارك المئات من الطلاب في الندوة التي نظمتها أسرة «بناء» بحضور عدد من أساتذة الجامعة والمهتمين بالشأن الفلسطيني الذين أكدوا أهمية الاحتفال بيوم الأسير الذي يوافق 17 أبريل في كل عام لإلقاء الضوء على قضية الأسرى الفلسطينيين ومعاناتهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وتحدث في الندوة د. أيمن الصباغ، الأستاذ بالجامعة، الذي أكد أهمية إيقاظ الوعي بشأن القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة العربية، مشيرا إلى أن شباب مصر وطلابها ينبغي أن يكونوا أكثر وعيا بهذه القضية وتفاصيلها، خصوصا بعد الثورة التي شهدتها مصر في يناير/كانون الثاني 2011 وأطاحت بالنظام السابق. وأضاف الصباغ أن الفترة المقبلة تبدو شديدة الأهمية على صعيد الوعي بهذه القضية وتفاصيلها، خصوصا موضوعي الأسرى والقدس، خوفا من تعرض هذه القضية للتشويه في خضم الاستقطاب السياسي الحاد الذي تشهده مصر بين السلطة والمعارضة. كما تحدث الأستاذ الجامعي د. خالد محمد وهو رائد أسرة بناء، ليؤكد أن الأسرة حرصت على تنظيم هذه الندوة من أجل تثقيف الطلاب الذين هم أمل المستقبل وركيزته في القضايا العربية وفي القلب منها القضية الفلسطينية. أما الطبيبة أمل خليفة، التي قدمت نفسها على أنها من المهتمين بالدفاع عن القدس فتحدثت عن مكانة القدس والمسجد الأقصى لدى العرب والمسلمين، وقالت إن استعادة مصر لقوتها ومكانتها ضرورة ليس فقط للمصريين وإنما لصالح القضية الفلسطينية، مؤكدة أن الأقصى لن يتحرر إلا انطلاقا من مصر. من جانبه، تحدث مدير مركز الدراسات الفلسطينية إبراهيم الدراوي الذي حل ضيفا على الندوة، عن تفاصيل قضية الأسرى التي وصفها بأنها قضية شعب ووطن تتضمن أكثر من 800 ألف حالة اعتقال سجلت منذ العام 1967 وطالت نحو 20% من عدد الفلسطينيين المقيمين في الأرض المحتلة، لدرجة أنه لا توجد عائلة فلسطينية تقريبا إلا وتعرض أحد أبنائها للاعتقال مرة أو مرات عديدة. وأضاف الدراوي أن الاحتلال الإسرائيلي لم يمارس الاعتقالات بشكل عفوي أو استثنائي وإنما عبر سياسة ثابتة وممنهجة، تصاعدت بوضوح في الفترة الأخيرة، لدرجة أن إسرائيل اعتقلت 3848 فلسطينيا في العام الماضي 2012 بمعدل 11 حالة اعتقال يوميا وبمعدل يزيد بنحو 16% عن العام السابق. وأضاف الدراوي أن من بين المعتقلين في العام الماضي 881 تقل أعمارهم عن 18 عاما، في حين شهدت الفترة منذ بداية العام الجاري اعتقال أكثر من ألف فلسطيني. وانتقل الدراوي إلى الحديث عن الأوضاع السيئة للأسرى في سجون الاحتلال، وقال إنهم يتعرضون لمنظومة من الإجراءات التعسفية فضلا عن الانتهاكات المتصاعدة لكل القوانين والأعراف الدولية، مشيرا إلى وجود 1200 أسير يعانون من أمراض مختلفة بينهم 170 بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية ضرورية. وفي الندوة قام المنظمون بالاتصال هاتفيا بزوجة الأسير سامر العيساوي، الذي أضرب عن الطعام لعدة أشهر في سجون الاحتلال، حيث تحدثت عن معاناة زوجها، كما أشادت بالدور المصري تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام ورعايتها لصفقة وفاء الأحرار لتبادل الأسرى بشكل خاص. واختتمت الندوة بالاستماع إلى طفل يبلغ من العمر 11 عاما ألقى قصائد من تأليفه عن فلسطين وسوريا ولقي تجاوبا وحفاوة كبيرة من الحاضرين.