أسرار الوصول للجسم المثالي علاج السمنة لا يتوقف على تحديد السعرات الحرارية وإعطاء النصائح والتوجيهات الخاصة بالغذاء والتشجيع على ممارسة الرياضة، لكنه يتعدى ذلك إلى السلوك النفسي، حيث إن معظم المرضى ترافقهم مشاكل نفسية كاليأس والاكتئاب وتغيير في المزاج والخوف من نظرة الآخر إليهم، مما ينعكس سلبا على الحمية المتبعة. فهناك من يلجأ إلى الإفراط في تناول الطعام بمجرد حدوث مشاكل في العمل، أو لضغوطات معينة، أو لمتطلبات الحياة، أو الأزمات المفاجئة، كما أن الحميات قليلة السعرات الحرارية مع حذف إحدى الوجبات تؤدي إلى نقص السيروتونين، وهو إحدى النواقل العصبية التي تعمل مع الدوبامين على توازن العواطف والمزاج لدى الفرد وإحساسه بالسعادة والاستقرار والراحة النفسية. لذلك فسر الرشاقة الأول هو حب نفسك والتغلب على مشاكلها ورفع هرمون سعادتها بتناول الأغذية الغنية بالسيروتونينوالتريبتوفان. إذا كان وزنك 80 كيلوغراما، فأنت لم تكتسب هذا الوزن بين يوم وليلة، لذلك فعملية التخلص منه لا يمكن أن تتم بين عشية وضحاها، وبالتالي فسر الرشاقة الثاني هو الصبر، ولا تكن ممن ينصرفون عن الحمية الصحية بعد شهر أو أقل من تطبيقها، ظنا منهم أن الجسم لم يعد متجاوبا معها، أو أنها لم تعد مناسبة لهم. والحقيقة أنه في الأسبوع الأول، ينزل الوزن بشكل جيد، بعد ذلك يصير فقدانه بطيئا، ويتراوح معدل فقدان الوزن الطبيعي بين نصف كيلوغرام وكيلوغرام واحد أسبوعيا. أما الحميات التي تنقص أربعة كيلوغرامات في الأسبوع مثلا، فهي حميات قاسية تضر الجسم ولا تنفعه وغالبا ما ترتبط بعدة مشاكل كانخفاض مستوى السكر في الدم ونقص بعض المغذيات كالحديد مثلا، مما يسبب الشعور بالعصبية والتوتر وقلة الانتباه والتركيز. نحن نخزن النشويات بالكبد والعضلات على شكل غليكوجين، وعادة أثناء عمل الحمية ينزل مخزون الغليكوجين أولا، ثم بعد ذلك تنزل الدهون، وعملية إنزال الدهون تستوجب بعض الصبر. ولعل أكثر المواضيع شيوعا بين الفتيات والنساء هو مشكل الوزن، سواء تعلق الأمر بالبدانة أو الهزال، فالجميع يبحث عن القوام المثالي. ولأن الظهور بمظهر جميل طبيعة بشرية، فلا عجب أن ينال هذا الموضوع أهمية كبيرة، غير أن الأمر يصبح خطيرا إذا ما تحول إلى هوس مرضي يدفع الفتاة، خاصة، إلى القيام بأي شيء لفقدان وزنها، بغية الظهور مثل عارضات الأزياء ونجمات السينما والغناء، اللواتي يعشن حياة حرمان من ملذات الحياة، وتجبرهن الأضواء على الحفاظ على وزن معين، متبعات حمية قاسية لا تأخذ صحتهن بعين الاعتبار، لذلك فسر الرشاقة الثالث هو أن تحب جسمك وتتقبله وتعتني به وتسعى إلى تحسينه بشتى الطرق الصحية، واعلم أن تغيير نظام حياتك في اتجاه كل ما هو صحي سوف يعيد ثقتك في ذاتك ويساعد جسدك على الظهور بشكل مقبول. أسرار الرشاقة جميعها تكمن في أسلوب الحياة، وليس في تحديد ما نأكله وحرمان النفس منه وتجويعها. وللحفاظ على صحتنا وعلى وزننا، لابد من تغيير نمط العيش بأكل كل ما هو صحي ومفيد وتجنب الخمول والكسل وممارسة الرياضة.
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية [email protected]