قال صابر الموكل، المسؤول بفرع المجموعة العالمية «إنتل» في المغرب وشمال إفريقيا، إن تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على إنتاجية المستخدمين في المقاولات الصغرى والمتوسطة يمكن أن يفوق باقي الاستثمارات بثلاثة إلى خمسة أضعاف، والتي تعتمد عليها المقاولة للرفع من إنتاجيتها. وأضاف أن المساهمة الكبيرة للمقاولات الصغرى والمتوسطة في الشبكات الاجتماعية (كالأعمال التجارية بين الشركات)، وفرص العمل الكثيرة الناتجة عن الإنترنت، وتطور المحتويات، تبرهن كلها على الدور الرئيسي الذي تقوم به تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تنمية المقاولات الصغرى والمتوسطة بالمغرب، مؤكدا أن هذه الأخيرة تعتبر بمثابة عجلة النمو في البلاد، إذ تشكل 95 في المائة من النسيج الإنتاجي الوطني و50 في المائة من الوظائف في القطاع الخاص. ولهذا يرى إن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يعتبر ذا أهمية قصوى من أجل مواكبة هذه المقاولات والدفع بها نحو التطور، كما يساهم في إقامة اقتصاد رقمي يركز على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأضاف الموكل، خلال لقاء مع الصحافة نظم مؤخرا بالعاصمة الاقتصادية، أن أول تحدٍّ بالنسبة للمقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية يتعلق بالإنتاجية، مؤكدا أن 39 في المائة منها تعتبر أن تحسين الإنتاجية هو أول دافع للاستثمارات. كما يرتبط هذا التحسين أيضا بحركية مستخدميها، والتقدم السريع لأعمالها، وكذا الصورة الجيدة التي تعكس المقاولة. ويأتي في المركز الثاني بعد الحفاظ على مستوى الأداء للمقاولات الصغرى والمتوسطة بالمغرب، تحدي السلامة، إذ لا تزال التكاليف الناتجة عن خرق البيانات ترتفع سنة بعد سنة، يضيف الموكل. وحسب الموكل، فإن 48 في المائة من المقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية ترى أن القيود المالية تشكل عائقا أمام تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات داخل منشآتها، وبالتالي فإن ترشيد التكاليف يعد أهم ما يشغل المقاولات المتوسطة والصغرى بالمغرب، يضيف المتحدث ذاته. وأبرز الموكل أن شركة «إنتل» تعتزم الدخول إلى عصر جديد لمعلوميات المقاولة، حيث ستكون المعلوميات المهنية والشخصية في انسجام تام دون المساس بسلامة البيانات الخاصة بالمقاولة، بفضل الوظائف المدمجة في الجيل الجديد لمعالجات المعلومات التابعة لشركة «إنتل»، إذ أصبح بإمكان مستخدمي المقاولة، يضيف الموكل، الولوج إلى المعلومات والخدمات المعلوماتية للمقاولة عن طريق أي جهاز، سواء كان خاصا أو تابعا للمقاولة، وسواء تعلق الأمر بالحاسوب الشخصي أو اللوحة الإلكترونية أو الهاتف الذكي. وذكر الموكل، في هذا الجانب، أن اعتماد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من طرف المقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية لا يسلم من مواجهة عدد من العراقيل، حيث اعتبر أن السوق يعاني من التفكك، كما تتميز كفاءة المستخدمين أحيانا بالضعف وتظل الموارد المالية للمقاولات محدودة، ومن أجل ذلك، يقول الموكل، تدعم «إنتل» إقامة البرامج الوطنية التي تعمل على تعزيز استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات داخل المقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية. وعلى غرار برنامج «انفتاح» التحسيسي، الذي يشجع المقاولات الصغيرة جدا على دخول عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فإن نشر هذه التكنولوجيا من خلال العمل المشترك بين الحكومة والقطاع الخاص يتيح بالفعل المجال للتجديد، ويرفع من الإنتاجية، كما يساعد على تقديم منتجات وخدمات ذات جودة عالية. إذ تعتبر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وسيلة مثلى لمواجهة المنافسة الوطنية والدولية، فتعمل على خلق فرص العمل وتحسين الحياة اليومية للمستخدِمين في المغرب وفي العالم، يضيف نفس المسؤول.