أعلن أساتذة كلية الطب والصيدلة في وجدة عن تعليقهم التداريب السريرية في المركز الاستشفائي الجهوي الفارابي في وجدة، اعتبارا من بعد غد الأربعاء، بسبب افتقاره لأبسط مقومات العملية البيداغوجية، مُعبّرين عن إخلاء مسؤوليهم الأخلاقية والتاريخية مما وصفوه بالعبث الذي يهدّد مستقبل الطلبة، وأهابوا في الوقت ذات بالجهات الوصية قصد التدخل العاجل من أجل تقويم هذا الوضع غير القانوني، ومحملين إياها كافة المسؤولية عن تبعات هذا القرار. وجاء هذا عقب جمع عام عقده المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي -فرع كلية الطب والصيدلة في وجدة يوم الأربعاء المنصرم، ناقش خلاله ما اعتبره «وضعية استثنائية ولاقانونية يعيشها الأطباء الأساتذة ومعهم الطلبة في المستشفى الجهوي لوجدة، منذ أزيد من أربع سنوات»، واستحضر فيه الأساتذة كل «الاختلالات التي عرفها هذا الملف، والتي هدّدت في كثير من المرات بتوقف هذا المشروع لولا تضحيات الأساتذة، في غياب تام وغير مبرر للجهات الوصية». وذكّر البيان الصادر بالمناسبة بكل هذه الاختلالات الهيكلية، والتي أجملها المكتب النقابي في غياب الإطار القانوني الذي ينظم عملية التكوين داخل المستشفى الجهوي، غير المؤهل أصلا لهذه العملية، وانعدام الوسائل اللوجستيكية والبيداغوجية اللازمة كما هو مُتعارَف عليه في باقي المراكز الاستشفائية الجامعية، مما ينعكس سلبا على جودة تكوين الطلبة الأطباء الداخليين والمقيمين، وعدم توفر المستشفى على بعض المصالح وتكدّسها في مصلحة واحدة تشتمل على مجموعة من التخصصات، مما يؤدي إلى تراكم الطلبة بكل مستوياتهم في مصلحة واحدة، على غرار الأقسام الابتدائية في القرى النائية، وافتقار المستشفى إلى الفحوصات والتشخيصات اللازمة، مما يؤثر سلبا على جودة الخدمات الصحية، وغياب تام لمصلحة الطب النفسي، ما يحرم الطلبة من هذا الاختصاص الهامّ في تكوينهم الجامعي.. وكذا توقف المركب الجراحي للمستشفى عن العمل واقتصاره فقط على العمليات الاستعجالية، مما أدى قصرا إلى توقف الاستشفاء في المصالح الجراحية، وهو الوضع الذي انعكس سلبا على تكوين وتأطير الطلبة الذين وجدوا أنفسهم داخل مصالح بدون مرضى، إضافة إلى النقص الحاد والمهول في الموارد البشرية داخل كلية الطب والصيدلة في وجدة، وفي مقدمتهم تقنيو المختبرات، مما يهدد بتوقف العملية البيداغوجية (الأشغال التطبيقية) برمتها في هذه الكلية الفتية.