عاشت فاس العتيقة، صباح يوم أول أمس السبت، على خبر مفجع يتعلق بسرقة قطع أثرية نفيسة من جامع القرويين. وأكد المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية بفاس، في اتصال ل«المساء» به، خبر وقوع السرقة، لكنه قال إن تفاصيل القضية ستعرف بداية الأسبوع الجاري بالنظر إلى كون السرقة وقعت في يوم عطلة. وقالت المصادر إن القطع المسروقة ترجع إلى عهود قديمة ولها قيمة إنسانية وتاريخية، ويتعلق الأمر بجامور يظهر فوق قبة نافورة الوضوء، بالإضافة إلى قطع أخرى من جهات مختلفة من المسجد. وأشار المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى أن إدارته ستشعر الشرطة بوقوع السرقة، التي طالت أعرق المساجد والجامعات في العالم. وقد سبق ل«المساء» أن نشرت عدة تقارير صحفية حول وقوع سرقات للتحف الأثرية من مدارس وفنادق ومساجد فاس العتيقة. وقالت مصادر من الإدارة الجهوية لوزارة الثقافة بفاس إن تقارير أعدت حول هذه السرقات لم تحظ بأي اهتمام من قبل الإدارة المركزية لوزارة الثقافة، والتي تنسق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعدد من القطاعات الوزارية الأخرى لحماية هذا الموروث الثقافي والروحي والتاريخي للمدينة. ولم يسبق للتحقيقات التي قادتها عناصر الشرطة حول هذه القضايا أن أسفرت عن اعتقالات، أو تفكيك شبكات متخصصة في سرق التحف الأثرية للمدينة العتيقة. وكانت فاس العتيقة قد عاشت، منذ سنوات، واقعة سرقة محتويات أثرية وصفت بالثمينة لضريح «أبي المحاسن». وتؤرخ الآثار المسروقة لمعركة الزلاقة. وأخبرت إدارة وزارة الثقافة بوقوع عملية السطو من قبل القيمين على الضريح. وقال القيمون على الضريح إن واقيات ودروعا كانت تزين الضريح قد اختفت، واختفى معها منبر خشبي وقطع أثرية أخرى يرجح أنها تعود إلى ألف سنة. وتعرضت مدرسة «السباعيين» بدورها للسرقة في السابق، وفي واضحة النهار في فصل الصيف، وعثر المحققون على قنينة ماء باردة استعان بها اللصوص لمحاربة العطش، وهم يزيلون ألواحا خشبية تتطلب مجهودات كبيرة ووقتا طويلا، في منطقة آهلة بالسكان، خلافا لضريح أبي المحاسن الذي يوجد في منطقة معزولة.