بعد أيام قليلة من الاجتماع الذي جمع بين قيادة حزب الأصالة والمعاصرة وفريقه البرلماني حول الحسم في بقاء عبد اللطيف وهبي من عدمه على رأس الفريق النيابي للحزب، تحول الاجتماع الأخير للمكتب السياسي إلى محاكمة علنية لوهبي، فيما بدا البكوري مترددا في مسايرة هجومات أغلب أعضاء المكتب السياسي. وقالت مصادر حضرت الاجتماع إن كلا من عزيز بنعزوز وخديجة الرويسي وعبد الحكيم بنشماس وجهوا انتقادات حادة إلى وهبي «لأنه فشل في ضمان فريق منسجم وأبان عن معارضة برلمانية باهتة خلال الفترة التشريعية الماضية». الاجتماع الذي خصص لمناقشة أوضاع الفريق البرلماني للحزب كان فرصة لأعضاء المكتب السياسي ل«جلد» وهبي وتبخيس العمل الذي قام به طوال توليه مسؤولية رئاسة الفريق البرلماني، فيما رفض البكوري مرة أخرى الإفصاح عن موقفه من الموضوع مفضلا، حسب مصادرنا، «التريث والتعامل مع القضية بالمزيد من التأني واستحضار مصلحة الحزب». في السياق ذاته، كشفت مصادر مطلعة أن السجال الدائر حاليا في حزب الأصالة والمعاصرة حول رئاسة الفريق مرده الصراع الخفي الذي ساد بين كل من رئيس القطب التنظيمي عزيز بنعزوز وبين عبد اللطيف وهبي رئيس الفريق النيابي. وقد ظل الصراع يتبلور منذ أن وجه الأول نقدا شديد اللهجة في اجتماعات المكتب السياسي إلى وهبي، متهما إياه ب«العجز عن تسيير الفريق»، فيما أكدت مصادر أخرى أن بنعزوز يقود حملة كبيرة ضد وهبي في المكتب السياسي، خاصة بعد تصريحاته الأخيرة «الممجدة» لرئيس الحكومة بنكيران. وفي انتظار الحسم في مصير وهبي في الخلوة الثانية، التي من المرتقب أن تنعقد اليوم، تطرح إشكالية البديل في حال ما قررت قيادة الحزب إعفاء وهبي من مهامه. ولم تستبعد مصادر «المساء» أن يمارس أعضاء من المكتب السياسي الضغط على أحمد التهامي، الرئيس السابق لفريق الحزب، لتولي المهمة من جديد، مبرزة أن التهامي رفض مرات عديدة المنصب بداعي أنه رئيس للجنة الداخلية بمجلس النواب.