بحضور خديجة الرويسي ونبيلة بنعمر، القياديتين في حزب الأصالة والمعاصرة، وأحمد بنجلون، شقيق عمر بنجلون، أحيت «لجنة رفاق أصدقاء الطالب اليساري بنعيسى آيت الجيد»، أول أمس في مدينة الرباط، ذكرى مقتله في مدينة فاس قبل 20 سنة، وسط تحذيرات من دفاع عائلة آيت الجيد من «التدخل أو التأثير على سير الإجراءات القضائية في الملف». ولم تخْلُ كلمة الدفاع من الإشارة من جديد إلى اسم القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد العالي حامي الدين، الذي اعتبر نفسه، في تصريحات سابقة، «ضحية الاعتقال التعسفي الذي ساد في الجامعة المغربية، حيث قضى سنتين في السجن ظلما وعدوانا». وتساءل الدفاع عن «الأساس الذي اعتمده الوكيل العام للملك في حفظ الشكاية ضد حامي الدين، طالما أنّ الشكاية تضمّنت وقائع وأفعالا لم يسبق له أن قُدّم من أجلها». واعتبرت خديجة الرويسي، القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة، في تصريح ل»المساء»، أنه «عند إثارة قضية عبد الحق الرويسي أو قضية المهدي بنبركة وقضايا مهمّة في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان لا تتم إثارة هذه الاتهامات المتعلقة بوجود جهات وراءها، لكنْ عند إثارة الاغتيالات السياسية المسؤول عنها الإسلاميون يقال لماذا نثيرها، وهذا لا يعقل».. وأكدت الرويسي أن «ملف الطالب آيت الجيد موجود أمام القضاء، ونحن سنسمع ما سيقوله القضاء ونحترمه، لكننا نقول إن عمر بنجلون قتله الإسلاميون المتطرفون، والشيء نفسه بالنسبة لبنعيسى آيت الجيد وفرج فودة وبالتالي فإذا كان هناك شيء يُحرّكنا في كل هذا فهو العيش في استقرار وبناء ديمقراطية بدون عنف». وسجلت القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة أن «القضاء مستقل، ولا أحد له الحق في أن يتدخل فيه أو أن يؤثر عليه بأي شكل من الأشكال»، مشيرة إلى «حق الشعب المغربي في إحياء ذكرى الطالب آيت الجيد بنعيسى، ومشاركتنا هي تضامنية فقط مع عائلة الضحية». من جهته، قال لخمار حديوي، شاهد الإثبات في قضية آيت الجيد، في حديث ل»المساء»، إن «التصريح الذي قلته للضابطة القضائية منذ 20 سنة هو أن «الخوانجية» هم الذين قتلوا بنعيسى آيت الجيد، وبالنسبة لي فالأسماء التي ذكرتها منها من أعرفهم بحكم أنهم كانوا يدرسون معي في الكلية وهناك أشخاص أعرف فقط وجوههم»، مشيرا إلى أنّ «عمر محب وتوفيق الكادي وعبد الكبير قسيم وعبد الكبيرالعجيل.. هؤلاء أعرفهم بحكم أنهم كانوا يدرُسون معي في الكلية، لكنّ الأشخاص الآخرين لا أعرف أسماءهم». وأوضح شاهد الإثبات: «ما عشته هو أنني في ذلك المساء، 25 فبراير 1993، كنت متوجها -إلى جانب الشهيد محمد بنعيسى- نحو مقر سكننا في حي القدس، وكنا قد خرجنا للتو من الحوار حول اللجنة الانتقالية في كلية العلوم، فإذا بنا نفاجأ، أمام إحدى المقاهي، بمجموعة مكونة من 25 أو 30 فردا هاجموا الطاكسي وأخرجوا آيت الجيد أولا، ثم أخرجوني أيضا، وآخر ما رأيتُ هو عندما تم الاعتدء على بنعيسى بحجر ضخم.. لكنني دخلتُ السجن ظلما وعدوانا بحكم أنني كنت مع الشهيد آيت الجيد».