يعم غضب وغليان المجتمع المدني والساكنة بمدينة العيونالشرقية، حيث تعمل هيئات وجمعيات على توقيع عرائض تنديدية واستنكارية ضد تفويت غابة مساحتها 13 هكتارا، من طرف المجلس الإقليمي بتاوريرت للخواص بهدف تحويلها إلى تجزئة سكنية. وجاء في نص العريضة أنه في غياب ثقافة البيئة وعدم الوعي بأهمية الغابة لدى العامة، وأمام جشع سماسرة العقار والمسؤولين المحليين والإقليميين، يعترض مواطنو ومواطنات وجمعيات المجتمع المدني بالعيون سيدي ملوك، على تفويت مصلى المدينة والحزام الأخضر (الغابة) من طرف المجلس الإقليمي بتاوريرت لفائدة جمعية سكنية والمتمثلة في 13 هكتارا، والتي تعتبر المتنفس الوحيد للمدينة. وأشارت بعض الأطر من أبناء المدينة إلى أن جريمة ترتكب في حق هذه المدينة التاريخية مرقد المجاهد الشيخ بوعمامة، مصدرها الجشع والسمسرة والبحث عن الاغتناء الفاحش بتدمير الثروة الغابوية والاستحواذ على الأراضي بطرق غير قانونية، رغم أن العديد من هؤلاء السماسرة يتوفرون على عشرات البقع الأرضية بمختلف التجزئات دون أن يتم بناؤها، «وهو ما يتطلب فتح تحقيق في هذا الموضوع من طرف الدولة حول طريقة التفويتات وتحويل أراضي الدولة والجموع إلى الخواص، من أجل حماية الثروة الوطنية. وأشار بيان لأعضاء المجتمع المدني، الذي تم إصداره بالمناسبة، إلى أن محيط المدينة يتوفر على أراض عارية، يمكن توظيفها كأداة لإعداد وتهيئة التراب، إضافة إلى احتواء المدينة على أكثر من 4 آلاف بقعة مجهزة عير مبنية، وأكثر من ألف بقعة أخرى في طور الإنجاز، كما أن معدل البنايات سنويا في المجال الحضري لبلدية العيون لا يتعدى 140 رخصة سنويا، مما يبين أن المدينة حاليا لا تعيش أزمة سكنية خانقة. واعتبر البيان أن الوضع تتحكم فيه ثقافة السطو الممنهج على كلّ فضاء أخضر، وتحديدا الغابة التي توجد على الطريق رقم 06 و«جردة الحاكم» التي لعب المجتمع المدني دورا أساسيا في إيقاف الزحف عليها والوقوف في وجه العابثين بجمالية المدينة. «وأمام هذا الحكم بإعدام آلاف أشجار الكاليتوس والحزام الأخضر لمدينتنا الذي عمر أكثر من خمسين سنة، كان لفائدة 5 آلاف نسمة آنذاك، وحاليا ساكنتنا تتعدى 40 ألف نسمة، نجد منعشين عقاريين يريدون السطو على الفضاء الأخضر بدون مسطرة رخصة الاستثناء في غفلة منا». واستنكر المجتمع المدني ما وصفه بالفعل اللابيئي للمجال الحضري، وطالب بتكوين لجنة التنسيق المحلية للاتصالات والمراسلات، وبإيفاد لجنة للتقصي فيما يخص خروقات الجمعيات السكنية وطريقة التفويت والحصول على التراخيص. ودعا المجلس البلدي لحماية الفضاءات الخضراء واقتناء جميع أراضي الجموع ضمن المدار الحضاري للمدينة قصد توظيفها في مجالات تنمية المدينة. وسبق لهيئات وفعاليات المجتمع المدني بمدينة العيونالشرقية أن وجهت مراسلات وعرائض موقعة من طرف العشرات من ساكنة المدينة، إلى كلّ المسؤولين الذين يهمهم الأمر من والي الجهة الشرقية وعامل إقليم تاوريرت ومدير الوكالة الحضرية بوجدة ورئيس المجلس البلدي للجماعة الحضرية لمدينة العيونالشرقية، تعبر فيها عن امتعاضها وغضبها واعتراضها القوي على عملية تفويت تجزئة المصلى بطريق بركان قبالة مقبرة مولاي عبد القادر وسط مدينة العيونالشرقية لتجزئة اليمامة والتي بلغت مسطرتها مراحل متقدمة، من أجل إيقاف عملية التفويت هاته لكونها تضرب في الصميم مبدأ المصلحة العامة، ونظرا لوجود ألف سبب لرفض هذا المشروع اعتمادا على أسباب قانونية ومعمارية .