بعد مرور أكثر من ستة أشهر على افتتاح أبوابها لاستقبال التلاميذ الجدد، الوافدين عليها من جماعات، امين الدونيت واداسيل واسيف المال، مازالت نيابة وزارة التربية الوطنية بشيشاوة، تسلك سياسة الأذن الصماء تجاه مطالب المتعلمين والأطر الإدارية، ولم تنفذ وعودها بربط إعدادية أسيف المال بشبكتي الماء والكهرباء، حيث مازال الظلام يعم أرجاء المؤسسة التعليمية، بينما مرافقها الصحية في عطالة بسبب انعدام الماء الضروري للنظافة، إذ تنبعث منها الروائح الكريهة، التي تضر بصحة الناشئة، مما يدفع بالعديد من التلاميذ والتلميذات إلى قضاء حوائجهم خارج أسوار المؤسسة، بحثا عن مكان خال من أعين المتلصصين. أما دروس الإعلاميات والتجارب في المواد العلمية، التي تحتاج التيار الكهربائي، فالأساتذة يضطرون إلى تقديمها نظريا، في أفق بلورة وعود النائب الإقليمي للوزارة بربط المؤسسة بالكهرباء إلى واقع ملموس. وفي السياق ذاته، فقد سجل رقم قياسي في نسب الهدر المدرسي بهذه المؤسسة الحديثة يقدر بحوالي 45 بالمائة، وهو ما ينذر بمأساة حقيقية، ويكشف تقصيرا وإهمالا واضحين في توفير الشروط الضرورية لتمدرس المتعلمين، والذين يتحدرون من أفقر الجماعات القروية الجبلية للإقليم، والمتسمة بظروف معيشية صعبة (اداسيل وامين الدونيت). ويشار كذلك إلى أن نسبة الهدر المدرسي ستشهد ارتفاعا جديدا خلال النصف الثاني من السنة الدراسية، إذ صرح العديد من المتعلمين الذين اكتووا بنار نفقات الكراء، والذين يعانون يوميا من أجل تدبير قوت يومهم من مأكل ومشرب، بنيتهم مغادرة مقاعد الدراسة ما لم يبادر المسؤولون إلى توفير ظروف لإيوائهم، والتعجيل بتفعيل منحهم، التي بقيت عالقة دون أن يستفيدوا منها طيلة بداية الموسم الدراسي، كما عبر آباؤهم عن امتعاضهم الشديد لما يلاقيه فلذات أكبادهم من إهمال ولا مبالاة.