تميزت رحلة الرجاء البيضاوي إلى الكويت، حيث خاض الفريق المغربي مباراة الذهاب برسم كأس الاتحاد العربي للأندية أمام العربي الكويتي، بثلاث مشاكل ساهمت في خلق جو من الفوضى في صفوف البعثة المغربية. أول مشكل انشغل به وفد الرجاء هو ما أسماه فاخر بالاستقبال البارد عند وصول البعثة الرجاوية إلى مطار العاصمة الكويتية. قبل أن يندلع مشكل الفندق بعد رفض المدرب امحمد فاخر الإقامة في فندق موفيمبيك الذي سبق لفريقي النصر وقبله الفتح السعوديين الإقامة فيه دون أي اعتراض، لكن بعثة الرجاء قررت تغييره محدثة موجة من القلق في صفوف ممثلي النادي العربي، لاسيما بعد أن ربط رئيس الوفد الاتصال بمحمد بودريقة رئيس الفريق وأشعره «بخطورة الموقف» فتقرر تغيير الفندق. وأشعر الكويتيون الأمين العام للاتحاد العربي لكرة القدم سعيد جمعان، الذي كان في مهمة بالمغرب، فتدخل على الفور لتطويق المشكل خوفا من تأثير المشكل على أجواء المباراة، واتصل بعضو اللجنة الفنية بالاتحاد الكويتي والعربي مبارك المعصب، الذي نجح في نزع فتيل الخلاف بين العربي الكويتي والرجاء البيضاوي، بعد أن أقنع الطرفين بالتسوية الودية انسجاما مع أهداف البطولة. وثم نقل بعثة الفريق المغربي إلى فندق ماريوت أكبر فنادق الكويت والخليج العربي قاطبة على نفقة هيئة الشباب والرياضة الكويتية، كما وضعت سيارة رهن إشارة رئيس البعثة. لكن قبل المباراة تجدد الصراع المغربي الكويتي مرة ثانية، حين اعتقل أمن فندق ماريوت حارس الرجاء الدولي خالد العسكري إثر شنآن مع مسؤول أمني كويتي، تطلب تدخل فرقة أمنية لاعتقال حارس الرجاء والمنتخب قبل أن يحضر رئيس وفد الفريق مصطفى دحنان الذي قام بتطويق المشكل، بينما هدد بعض اللاعبين بعدم خوض المباراة في حالة استمرار اعتقال العسكري أو إحالته على مركز الشرطة بالمنطقة. وترجع أسباب الخلاف إلى صعود خالد عبر المصعد، عن طريق الخطأ، إلى جناح بالفندق كان مخصصا لمسؤول أمني كبير في جهاز الاستعلامات الكويتية، وهو ما دفع حارس أمن كان يحرس المسؤول الأمني، إلى منع العسكري من الاقتراب من الجناح، لكن طريقة المنع أغضبت خالد الذي كشف عن هويته قبل أن يتطور النقاش ويتحول إلى مشاداة كلامية تطلبت تدخل فرقة أمنية كانت تعتزم اقتياد الحارس إلى مخفر الشرطة، مما حول الفندق إلى فضاء للصراع والضجيج أثر على تركيز اللاعبين على المباراة التي كان موعدها يداهم الجميع، بل إن الأمر وصل إلى حد تهديد مسؤولي الرجاء بمقاطعة المباراة إذا لم يتم طي ملف القضية. وأشعر الأمين العام للاتحاد العربي لكرة القدم من طرف العرباويين بالمشكلة، فربط الاتصال مرة أخرى بمبارك المعصب عضو الاتحاد الكويتي لكرة القدم وعضو لجنة المسابقات بالاتحاد العربي الذي بادر إلى تطويق المشكل بحكم علاقاته بالدوائر الأمنية في بلده، وقام بإطفاء لهيب النزاع وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي حفاظا على أهداف المسابقة العربية التي ترمي إلى نسج علاقات الأخوة بين الفرق المتبارية. انتابت المدرب امحمد فاخر غضبة ثالثة، واشتكى من الجلسات الحوارية التي تجمع اللاعبين ببعض أفراد البعثة الصحفية المغربية، وعلى الفور دعا إلى اجتماع مع رجال الإعلام المغاربة وطلب منهم عدم إجراء حوارات في لحظات تركيز اللاعبين، كما حدد نوعية الحصص التدريبية المفتوحة في وجهم والممنوعة على الصحافة.