اتهم محمد اليازغي وزير الدولة المغربي جبهة البوليساريو بالرغبة في إعادة المفاوضات حول الصحراء إلى نقطة الصفر، وقال اليازغي ل«المساء» إن «المغرب مع استئناف المفاوضات لكن ليس بشروط البوليساريو التي تريد أن تستأنف هذه المفاوضات من الصفر»، وتحدث اليازغي عن الإيجابيات التي تحققت خلال الجولات السابقة من المفاوضات ومن ذلك «القرارات الأخيرة لمجلس الأمن التي وصفت مباردة الحكم الذاتي ب«المبادرة الجدية»، إضافة إلى التقرير الأخير للمبعوث الشخصي السابق للأمم المتحدة فان والسوم الذي طالب قيادة البوليساريو بالتخلي عن مطلبها المتعلق باستقلال الصحراء بعد أن تأكد أنه خيار غير واقعي. جاء ذلك ردا على محمد عبد العزيز، رئيس جبهة البوليساريو، الذي حمل المغرب مسؤولية توقف مسلسل المفاوضات حول نزاع الصحراء. وفي سياق آخر، حمل مصطفى ناعمي، عضو المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية المعروف اختصارا ب«الكوركاس»، المغرب مسؤولية عدم تفعيل جبهته الداخلية لتنزيل مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية. وقال ناعمي ل«المساء» «إن الطريقة التي يشتغل بها الكوركاس: تقوي موقف الانفصاليين»، داعيا إلى ضرورة التعجيل بإقالة قيادته التي شتتت الصحراويين أكثر مما ساهمت في رص صفوفهم. وكان محمد عبد العزيز، رئيس جبهة البوليساريو، قد وجه رسالة إلى الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة يدعوه إلى ضرورة التدخل العاجل من أجل ما أسماه ب«وقف التحركات العسكرية المغربية على الحدود الشماليةالشرقية للصحراء الغربية»، معتبرا «هذه التحركات تهديدا جديدا من طرف المغرب ويشكل انتهاكا جسيما للهدنة التي ترعاها الأممالمتحدة». ورد اليازغي على هذا الاتهام بالقول: «إن المغرب لم يخرق هدنة إطلاق النار منذ اتفاقية دجنبر 1991 بشهادة كل المراقبين الدوليين، لكن الجميع يعرف أن البوليساريو تقوم بين الفينة والأخرى بأنشطة عسكرية في المناطق العازلة بدون احترام للسيادة الوطنية». وقال اليازغي إن ما جاء في رسالة محمد عبد العزيز مجرد اتهامات غير صحيحة تهدف إلى الالتفاف على مبادرة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب.