تقطن 14 أسرة، مكونة من حوالي 100 شخص، في سيدي مومن القديم، الزنقة 1، الرقم 60 في الدارالبيضاء بشكل «مُهين» داخل «دور» آيلة للانهيار هي أشبه ب»جحور» منذ حوالي 50 سنة.. قبل أن تحتميّ بعض هذه الأسر بخيام بلاستيكية إثر اندلاع النيران في دورها السكنية «اللاإنسانية» في الأسبوع الماضي، والغريب في الأمر أنّ هذه الدور «المظلمة» يقع بعضها في ثلاثة طوابق وجدرانها عبارة عن قطع من القشّ والقصدير، ومُرَشَّحة لأنْ تنهار فوق رؤوس قاطنيها في أي لحظة، ما دفعهم إلى مغادرتها درءا لأيّ خطر قد «يدفنهم وأطفالهم تحتها». ويهدد الموت أفراد الأسر المذكورة لو انهارت دورهم فوق رؤوسهم، وهم يعيشون منذ حوالي 50 سنة داخل بيوت ضيقة مُشَيَّدة من الصفيح والزنك، منها من يقع في ثلاثة طوابق وقابل للانهيار في أي لحظة، إضافة إلى غياب أبسط شروط العيش الكريم، حيث تعيش في ظروف وصفوها ب»المأساوية». وندد بعض هؤلاء السكان بوضعيتهم، وأكدوا أن «السلطات المسؤولة لا تعيرهم أي اهتمام»، خاصة بعدما شبّ حريق إثر تماسّ كهربائي في أحد المنازل التي تقطنها هذه الأسر، «إلى حد أنه تم «رمي» أحد الأشخاص المعاقين من قاطني المنزل من النافذة إلى الخارج، بعدما انتشرت النيران في المنزل، تجنبا لأن تلتهم جسده»، تقول المصادر ذاتها. وتقضي هذه الأسر لياليها الباردة، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، تحت الخيام البلاستيكية مخافة أن تنهار عليها هذه المنازل، التي أضحت «كابوسا» يعيشونه يوميا و»إهانة»، في ظل انتشار الروائح الكريهة وغياب المراحيض ومنافذ التهوية، ما حوّل حياتهم إلى «جحيم لا يُطاق». وشبّه السكان عيشتهم ب»الحيوانية»، نظرا إلى ظروفهم المعيشية منذ أزيد من 40 سنة، وبأنها «غير إنسانية»، فالمساكن التي يقطنون في ها لا تتوفر على أدنى شروط العيش الكريم، حيث يزداد الوضع سوءا كلما حلّ فصل الشتاء، إذ «يغرقون» وسط المياه والأوحال مع أولى القطرات، بل تنهار منازلهم تدريجيا، وأمام الخوف من انهيار «مساكنهم» هذه فوق رؤوسهم فهم يخرجون إلى الشارع وينصبون خياما عشوائية، حيث يقضون لياليهم في العراء، فيحين تتحول منازل أخرى إلى «مستنقعات» بسبب تسرُّب مياه الأمطار بفعل التشققات والأسقف الهشّة لهذه البنايات. وأبدى السكان المتضررون استياءَهم ل»الإهمال» الذي يعانون منه، في الوقت الذي ينتمون إلى منطقة سيدي مومن، التي استفادت من ميزانية مهمّة في إطار إعادة إسكان دور الصفيح ورفع الهشاشة عن ساكنته.. وطالبوا بتدخّل عاجل للسلطات المسؤولة من أجل انتشالهم من المعاناة التي لازمتهم طيلة هذه السنوات، في الوقت الذي يتلقون تهديدات بالهدم.