شرع الاستقلالي فؤاد الدويري، وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، في تصفية تركة سلفه أمينة بنخضرا، بعد أن تمكن من «التخلص» من أبرز المحسوبين عليها، الكاتب العام للوزارة «م. ي. ز.»، حسب ما كشفت مصادر من الوزارة. ووفق هذه المصادر، فإنّ الكاتب العامّ، الذي جاءت به بنخضرا، قد غادر منصبه مضطرّاً، بعد أن قدّم استقالته، في خطوة استبقت قرار إعفائه وفتح باب الترشيح للمنصب، مشيرة إلى أنّ شغور منصب الكاتب العام يُمهّد الطريق لرحال المكاوي، الكاتب العام الأسبق لوزارة الصحة وعضو اللجنة التنفيذية لحزب علال الفاسي، من أجل الظفر بالمنصب. وأوضحت مصادر «المساء» أنّ الكاتب العامّ اضطر إلى تقديم استقالته مؤخرا، بعد أن ضاق ذرعا ب«تهميش» و«مضايقات «الوزير له.. وهو ما بدا لافتا من خلال استعانته مباشرة بعد تعيينه بتقارير رجال السلطة، من عمال وولاة في الأقاليم والجهات، عوض تقارير الكتابة العامة للوزارة والمصالح ذات الصلة، كمحدد رئيسي في قرارات إعفاء المندوبين أو ترقيتهم أو تنقيلهم أو إدخالهم إلى «كراج» الوزارة بدون مهمّة، مشيرة إلى أنّ لجوء الدويري إلى رجال الإدارة الترابية «سحب البساط» من تحت أقدام الكاتب العامّ المُستقيل. وفيما حط الكاتب العام المستقيل الرّحَالَ في المكتب الشريف للفوسفاط، أرجعت مصادر أخرى من داخل الوزارة سببَ استقالته إلى محاولته تجنب مساءلته عن ملفات بعينها، توصّلَ بها الوزير، مشيرة في هذا الصدد إلى أنه كانت قد وجهت للمسؤول السابق أصابع الاتهام بشأن ما اعتُبر «مؤامرة» تستهدف وجود المدرسة الوطنية للصناعة المعدنية في الرباط، من خلال إصراره على إدراج نقطة تحويل المدرسة إلى منطقة أخرى في جدول أعمال المجلس الإداري للمؤسسة، لإقامة مشاريع سكنية ووحدات سياحية مكانها، «بتواطؤ مع مافيا العقار». وبمغادرة الكاتب العامّ منصبَه باتت ثلاث مناصب سامية شاغرة في الوزارة يُنتظر أن يعلن قريبا عن نتائج فتح باب الترشح لشغل بعضها، كما هو الحال بالنسبة إلى منصب المفتش العام للوزارة، ومدير الموارد البشرية والشؤون العامة لقطاع الطاقة والمعادن، فيما يُنتظر أن تعلن وزارة الطاقة قريبا عن فتح باب الترشح بالنسبة إلى منصب الكاتب العام.