بات في حكم المؤكد أن محمد الوفا وزير التربية الوطنية سيكون على رأس قائمة المطلوبين في التعديل الحكومي المرتقب، بعد أن جعل حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، من غيابه عن أشغال المؤتمر التأسيسي للقطاع النسائي بالجامعة الحرة للتعليم مادة للسخرية انتزعت ضحكات عدد كبير من نساء التعليم بمقر الحزب بالرباط. ولم يتردد شباط في الرد صباح أول أمس على تساؤلات عن سبب غياب الوفا بالقول: «التمسوا له العذر». وصمت للحظات قبل أن يضيف «كون عندو إيجابيات كون حضر معانا». وبدا لافتا أن الوفا لم يحضر أشغال هذا اللقاء إلا بعد انتهاء الأمين العام من كلمته ومغادرته القاعة بعد إتمام الجلسة الافتتاحية، وهو ما ربطته مصادر مطلعة بعدم رغبته في التورط في موقف حرج أمام رجال التعليم بحضور الأمين العام، خاصة بعد المضاعفات التي نجمت عن المؤتمر الأخير للحزب. إلى ذلك، لم يفوت حميد شباط مناسبة العيد العالمي للمرأة دون تقطير الشمع من جديد على الحكومة التي يشارك فيها، حيث انتقد بشدة غياب المرأة عن التشكيلة الحكومية باستثناء وزيرة واحدة، وقال إن حكومة بنكيران طبقت الآية الكريمة و«إن خفتم ألا تعدلوا فواحدة»، قبل أن يعود من جديد لتوجيه سلسلة من الاتهامات للحكومة الحالية، التي قال إنها تحصر كل أدائها وتبريراتها في ثنائية رئاسة الحكومة والشعب. وأضاف «إذا كان الشعب هو الذي اختار هذه الحكومة فإن الحزب الحاكم يجب أن لا ينسى إمكانية انقلاب هذا الشعب على اختياره إذا لم يحس بالأمان مع الحكومة». وأكد شباط «يجب محاربة الفساد وليس محاربة المغاربة»، في انتقاد واضح لطريقة تعاطي الحكومة مع ملفات الفساد وإصلاح صندوق المقاصة. وقال إن الكل يعرف أين يوجد الفساد، و«المغاربة صوتوا على الدستور لترقيتهم وليس تفقيرهم». وأشار شباط إلى وجود قصور لدى الحكومة في تحديد الطبقة المتوسطة التي أصبحت مستهدفة بعدد من الإجراءات التي قد تؤدي إلى القضاء عليها، وقال إن المواطن الذي يتقاضى 4000 درهم لا ينبغي أن يصنف ضمن الطبقة المتوسطة. وثمن شباط حصيلة حكومة عباس الفاسي، وقال إن الحكومة «ديال عباس» كان فيها «توظيفات وزيادة في الأجور وخفض للضرائب، أما الآن فإضرابات واقتطاعات وانعدام للحوار» بعد أن «مرت سنة قاحلة». وبخصوص موضوع الاقتطاع من الأجور بالنسبة للمضربين لم يقدم شباط جوابا واضحا، وقال يجب أن «نعرف من معنا ومن ضدنا»، و»الآن اختلط الحابل بالنابل في التعاطي مع الإضراب الذي تعلن عنه جمعيات وتنسيقيات ونقابات» قبل أن يشير إلى قوة نقابته قائلا: «عندما تعلن نقابتنا عن الإضراب فإن الدولة كتبات فايقة».