فقدت الساحة المسرحية المغربية الفنان المسرحي محمد الدحروش٬ الذي توفي الأحد الماضي. وينتسب الدحروش٬ الذي ولد بتطوان سنة 1929٬ مسرحيا إلى الجيل الثاني بعد جيل الرواد والمؤسسين٬ وهو الجيل الذي عرف المسرح على يده نقلة نوعية بتأسيس مسرح جديد بمفاهيم مغايرة تقوم على خيارات فكرية وفنية متطورة٬ ومفاهيم تنبني على الوعي الكامل بآليات العمل المسرحي. وشارك الدحروش٬ الذي امتهن التربية والتعليم والصحافة والإعلام٬ في الحركة المسرحية منذ سنة 1943، بدور في مسرحية «رجال المستقبل» للمرحوم محمد العربي الشاوش، قدمها آنذاك المسرح الوطني بتطوان٬ وأسس فرقة الواحة للتمثيل٬ وساهم كعضو بارز في فرقة المسرح الأدبي٬ وعضو فاعل في اتحاد كتاب المغرب والمجلس الوطني للنقابة الوطنية لمحترفي المسرح بالمغرب٬ وترأس الجامعة الشعبية لإقليم تطوان آنذاك٬ كما ألف ثلاثين مسرحية طويلة منها «يد الشر» (1950) و«الشركة» (1972) و«انتقام الأعمى» و«القلب الكبير» (1973) و«موت ذبابة» (1970) و«الوارثون والدار» (1977) و«منازل أفيسان» (1978)، كما ألف مسرحيتين بالإسبانية هما «فونيراي سين فيودا» (جنازة بلا أرملة) و«بيترا». وتربت على يديه أجيال كثيرة، منها أسماء برزت في مجال المسرح كالمؤلف المسرحي رضوان احدادو وعبد الواحد الشاط ورشيد بن زروق وعبد السلام الشعشوع٬ وقام بتأليف 10 مسرحيات تربوية للأطفال، منها على الخصوص «7 على اشدق» و«احميدوا أغنان».